▪️▪️ من الثابت والواضح والذي أصبح كالشمس ولا يقبل التأويل أو التشكيك ، أن المخططات التي أُعدت للمنطقة تسير في طريقها ، مهما اختلف الجدول الزمني او تأخرت أزمنة تحقيقها.
تفتيت البلاد الشرق أوسطية والعربية وتشريد وتجويع شعوبها والإنقضاض عليها وعلى مقدراتها وتحويلها إلى مناطق نزاع وجثث هامدة بات أمراً لا يدع مجالاً للشك ، واستخدام كافة الأساليب والادوات في كل ذلك مثل: شعارات ” الحرية ، والعدل، والديمقراطية، وحقوق الإنسان ” .. توظيف أبواق اعلامية دولية وإقليمية، ولجان المترونية سوشيالية ،، حروب إقتصادية ، ..تجنيد ودعم جماعات إرهابية مستخدمين رداء مزيف على الأرض تحت شعار الدين ، كلها ادوات مسمومة غير محمومة لإنهاء المهام القذرة في المنطقة ، والانسانية في كل هذا ليست على رأس الأولويات عندهم بل غائبة تماماً عن المشهد، والأديان السماوية وتعاليمها بريئة من ذلك كله وليس لها محلاً من الإعراب لأن المخططات تسير بأهداف واضحة على النحو التالي:-
١- حماية أمن دولة الكيان المزروعة وسط هذه المنطقة ولا يمكن ان يكون هناك تفكير مثقال ذرة في غير ذلك
٢- القضاء وطمس الهويات الثقافية والقدرات العسكرية لدول هذه المنطقة تحديداً عبر تدمير الجامعات والمكتبات العريقة وتدمير الجيوش النظامية واغتيال البيوت والشخصيات الثقافية.
٣- الانقضاض كالفريسة لإفتراس ثروات هذه المنطقة من حقول بترول وغاز وثروات معدنية وزراعية ، وتقسيمها فيما بينهم تقسيم اللصوص
٤-الوصول وزرع انظمة وادوات وخلق حدود من شأنها ضمان عدم إعادة الصف لدول هذه المنطقة ، تشتيت وتشويه وتقسيم كامل إلى مالا نهاية.
▪️▪️ مما تقدم نود ان نوضح ان كل ما وضعوه من تخطيط وأهداف ورصدوا له اطنان ومليارات الدولارات لا يمكنّ تحقيقة إلاّ عبر نظرية واحدة فقط وهي تتلخص في ” كيف يمكن الدخول في ثغرات بينية بين الحاكم والمحكوم في المنطقة ، تتطور فيها عمليات اراقة الدم الأمر الذي من شأنه انتهاء شهر العسل لهذه الدول ، فتسقط الأنظمة وعندها تبدأ المخططات في التحقق والتوسع بنجاح”
▪️▪️ من هنا وبعد تكرار السيناريو الحزين والذي بدأ في ” العراق ، ولبنان ثم تونس ، ثم ليبيا ، ثم اليمن ، ثم السودان ، وأخيراً أحد الأقطاب وجزء ثمين وصيدُ نفيس ، إنها “سوريا” ،، نعم سوريا ذلك الموقع الإستراتيجي والتاريخي والمحور الهام لخطوط التجارة ، والجزء القوي بجيش نظامي عربي ..اغتالوا سوريا للأبد ولا عودة لديهم للوراء وانتظروا ماذا بعد،،!!
▪️ دعوني اذهب بكم للقادم في قراءة للمشهد القاتم جداً والمعقد جداً وارجوا الاّ يَمُلّ القاريء مني ، لأن الأمر جلل والموضوع متشعب جداً
▪️▪️ لن “يرضى عنك اليهود ولا النصارى” هكذا كانت كلمات القرآن الكريم ، و قد يسألني أحد القراء ، ألا توجد هناك أية فائدة؟ إذا كان هذا المخطط بهذه القوة ، وهذا الأحكام وتتناوله أجهزة كبرى وتديره بهذا الشأن اذاً فماذا نحن فاعلون ؟
أقولها وبكل وضوح وصراحة تعالوا نتعرف على باقي المخطط ومراحله ومن هنا سوف أجيب عليكم بمنتهي الإستفاضة والوضوح ….إن المخطط لم يتبقي أمامهم فيه الاّ أربعة محاور ومحطات مقسمة وفقاً للألوية وبجداول زمنية ، ايضاً على النحو التالي:-
١- مصر ، ثم مصر ثم مصر ثم مصر ،، ذلك البيت الكبير الهدف الأسمى والعظيم لهم، الذي كان مخططاً له عام ٢٠١١ وبهذا لا يحتاج المخططون والمنفذون دفع كثيراً من الأثمان الباهظة والتي تأخرت سنوات وحقب ، لأنهم يعلمون أن الضربة القاضية هي مصر والباقي كله لا يمكن أن يزيد تدميره وتحقيق المخطط كاملاً أكثر من شهر كامل بالتمام والكمال.
٢- منطقة الخليج والقضاء والاستحواذ على حقول النفط والقضاء على الخيرات والثمار الحسان التي يؤمن المخططون تماما وبيقين أن أصحاب هذه المنطقة لا يستحقوا ما لديهم من خيرات وأنها حق الدول العظمي المتسارعة( المخطط يؤكد انه لا خليج ولا نفط خليجي في القادم)
٣- إشعال حدة فتيل الفتنة وزعزعة الإستقرار بين الجزء الأخير المتبقي في دول الشمال الإفريقي، وهناك نواة مزروعة بالفعل واحتقان بين الجزائر والمغرب وجاهز على التفعيل .
٤- انهاء حالة التعلق في بعض الدول مثل السودان ولبنان واليمن وليبيا والعراق ،،واستكمال عملية الدمار الشامل ومحوهم من على الخريطة تماما
▪️▪️ إذًا .. سوريا ماذا بعد ؟
التحرّك سيكون على مصر بكل ما أوتوا من عزم وعزيمة وقوة ، لأن المتبقي سيكون سهل جداً بعد اجتياز مصر ، ولا يريد المعتدون المخططون الظالمون ان يعودوا إلى نقطة الإنكسار التي حددها لهم الجيش المصري في عام ٢٠١١ و٢٠١٢ ،، لا يريدون ان يذهبوا إلى هذه الانتكاسة وهذا الكسر النفسي والسياسي والمعنوي .. وهنا بدأوا يستخدمون صورهم وإعلامهم والسوشيال ميديا بكثافة في مرحلة أولى من الترهيب ونقل صور الإرهاب والتعذيب ومناظر سجون جوانتانموا نقلوها وكأنها سجون يقيمها الحكام للمحكوميين في سوريا وفي بلادنا ، وفي خط آخر يروجون انه بزوال واسقاط الحاكم ستكون البلاد خلال اسابيع منعمة بالعدل والديمقراطية والإقتصاد القوي المتين العالمي ، كل ما يمكن استغلاله سيتم لتوظيف وشحن العقول للوصول إلى إسقاط الأنظمة والحروب الأهلية والخراب والدمار والبقية انتم تعرفونها كاملة.
▪️▪️ بعد كل ما ذُكر في “سوريا ..ماذا بعد” أقول لكم إن الله من وراءهم محيط واننا علينا ان نُحبط ذلك بالحلول الاتية :-
١- على القيادة إعادة صياغة المشهد واختيار الكفاءات والبطانات والبعد عن المحسوبيات والواسطة واستبعاد كثيراً من الوجوه المتكررة والمتنقلة وتنقية التقارير ومراجعتها التي تنقل نبض الشارع بصدق بعيداً عن ” كله تمام”
٢- ترشيد فاتورة المؤتمرات والسفريات والاجتماعات الحكومية المتكررة والانتدابات وعمل هيكلة ادارية خلال ٣ شهور ومتابعة تطبيق فعلي للحكومة الالكترونية التي مكثنا في الانفاق عليها عشر سنوات وذلك للقضاء ع الفساد وتسريع الاعمال وتقليل البيروقراطية لتحقيق العدالة الاجتماعية قدر الاستطاعة
٣- اعادة توزيع دخل الدولة بشكل يؤكد على تحقيق الحماية الإجتماعية ، ورفع المعاناة عن كاهل غير القادرين فعلا وإلا سيكون في الداخل قنبلة موقوتة.
٤- تغيير الخطاب الاعلامي وفسح المجال للرأي والراي الآخر تحت شعار النقد البناء الهادف المحترم والسماع لأصوات جادة وطنية أخرى والتخلي عن فكرة تأسيس كيانات حزبية هشة من أجل الاستحواذ على كراسي نيابية مبطل مفعولها
٥- إصدار الأوامر الواضحة بالقرب من الشعب الحقيقي والسماع له وتقليب طوابير مناديب الشعب المستفيدين والعاملين على الارتزاق من العمل العام والوصول للشعب بادوات حكومية نظيفه
٦- فتح ملف الفساد في المجتمع المدني وتحديداً منظمات الطبقية للقضاء الحقيقي على سيطرة رأس المال و زواج السلطة بالمال وإعادة النظر في التركيبات الإدارية وتشكيلات مجالس ادارة هذه الكيانات حتى تحقق حياة صحية للقطاع الخاص تمهيداً لجذبه وتوسيع مشاركته في الاقتصاد المصري
٧- على الشعب المصري القوي الأبي العزيز استيعاب المخطط كاملا و رفع مستويات الوعي الذاتي الداخلي لهذا المخطط والانتباه التام وتوظيف الخبرات في التعاطي مع السوشيال ميديا المسمومه ،، ومحاولة توحيد الصف على اعلاء كلمة ” الوطن ” وإعلاء شأنه والوقوف خلف حاكمة وعدم الاستماع للشائعات التي ستكون بكثرة وبقوة غير مسبوقة ، وعليكم ان تعلموا ان تراب مصر وحاكمها وجيشها أطهر وأفضل وأعز ألف مرة من ديكتاتورية الماسون التي تريد ان تقيم قيامتكم وتنهك عرضكم وتستبيح دياركم ، وان تثقوا ان الله معكم وانه نصركم يوم بدر وأُحد وأكتوبر ٧٣ و يوليو ٢٠١٣ وسينصركم بنصره المبين لأنه حاميها… مصر الكنانة درع العروبة والإسلام وإفريقيا ومركز الأرض .
مقال اليوم .. بقلم .. أ.د يسري الشرقاوي مستشار الاستثمار الدولي ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.