ثقة أم غرور؟
مصر : هايدي مكي

تُعد الثقة بالنفس شعورًا عميقًا بالرضا والطمأنينة الداخلية، حيث يشعر الإنسان بالقدرة على تحسين نفسه وتطوير مهاراته. الشخص الواثق بنفسه مدرك لنقاط ضعفه ويسعى بجدية لتطويرها وتحويلها إلى نقاط قوة. هذه الثقة هي محرك رئيسي للنجاح المستمر، فهي تدفع الشخص للعمل بجدية نحو تحقيق أهدافه مع العلم بأنه سيواجه تحديات وعقبات، ولكن بإرادته وتطوير ذاته، يمكنه التغلب عليها.
يُظهر الشخص الذي يتمتع بثقة عالية في نفسه -في الغالب-مظهرًا جميلًا ومريحًا، ويكون مُتسمًا باللطافة والإيجابية. غالبًا ما يُرى وهو يبتسم، فالثقة بالنفس تشرق من داخله وتنعكس على ملامحه. هذه الإبتسامة ليست مجرد تعبير عابر، بل هي تجسيد لسلام داخلي وحالة من الرضا عن الذات.
أما الغرور، فهو وهم يعيش فيه الشخص، إذ يعتقد أنه كامل ولا يحتاج إلى التطوير أو التحسين. الشخص المغرور يكون في حالة إنكار لعيوبه ونقاط ضعفه، ويعيش في قناعة راسخة بأنه أعلى من الآخرين. هذه القناعة المبالغ فيها تحول دون تقديره لذاته بشكل صحيح، وتجعله يعوق تقدمه نحو النجاح. من أبرز سمات المغرور هو أنه لا يستطيع الإعتراف بأخطائه، أو تقبل النقد فهو يعيش في فقاعة من الانغلاق على نفسه، وتجده دائمًا يتجنب إظهار مشاعره الحقيقية، لأنه لا يشعر بالسعادة الداخلية أو السلام النفسي، ويسعى لافتعال المواقف التي تتيح له جذب الأنظار إليه، فهو يحتاج دائمًا إلى التقدير من الآخرين ليشعر بوجوده.
وعلى الرغم من أن الثقة بالنفس والغرور قد يتشابهان في بعض المظاهر، إلا أن الفارق الجوهري بينهما يكمن في الإبتسامة. الإبتسامة التي تميز الشخص الواثق بالنفس هي إبتسامة نابعة من السلام الداخلي والرضا عن الذات، بينما الإبتسامة المغرورة تكون مُجرد قناع يخفي داخله مشاعر من العجز والفراغ.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.