إعلان هام

نبوءة فناء إسرائيل – صدق أو لا تصدق

بقلم لواء دكتور سامى دنيا

لوحة أثرية ومسلسل أمريكي يتنبآن بنهاية الكيان الصهيوني على يد مصر!

لنتفق أولاً على أن الحضارة المصرية القديمة تحمل من الأسرار والابتكارات ما أذهل العقول، وأربك أكبر الباحثين في التاريخ والآثار. فقد بقيت الأهرامات ومعبد «أبوسمبل» وما فيه من ظاهرة تعامد الشمس مرتين في العام، شواهد على عبقرية هندسية وإبداع معماري لم يتمكن العلم الحديث من تقليده حتى اليوم. وبين الوثائق والشواهد الأثرية العديدة التي تزخر بها الحضارة المصرية، نجد أسراراً ورموزاً لا تزال بحاجة إلى مئات المراجع لفك شفراتها.

من بين هذه الشواهد المهمة، لوحة الملك مرنبتاح – ابن الملك رمسيس الثاني، والذي يُعتقد أنه عاصر زمن نبي الله موسى عليه السلام. هذه اللوحة المعروضة حالياً في المتحف المصري تضم نصاً أثرياً بالغ الأهمية، إذ يذكر للمرة الأولى في التاريخ كلمة «إسرائيل».

السطر السابع والعشرون من نص هذه اللوحة يتضمن الترجمة التالية:

انقطعت بذرة إسرائيل، وفرعون الزوج الجديد لحورو، حامي الأرض، اتخذها عروساً له.

كما وردت في النص أيضاً أسماء غزة، عسقلان، وينعم. ورغم أن هناك بعض التشكيك والاختلاف في الترجمات، فإن عدداً من علماء الآثار المرموقين أكدوا ذكر اسم «إسرائيل» في هذه اللوحة لأول مرة، مقروناً بفكرة الإبادة والاستئصال. ومن هؤلاء العلماء:

1. فرناند بترى – عالم آثار فرنسي، ترجم النص: «قوم إسرائيل أتلفوا، وليست لديهم غلة أو بذر.»

2. جيمس هنري بريستد – عالم آثار أمريكي ومؤلف كتاب «فجر الضمير»، ترجم النص: «لقد أُبيدت إسرائيل واستؤصلت.

3. سير آلان جاردنر – عالم مصريات بريطاني وصاحب قاموس اللغة المصرية القديمة، أكد: «إسرائيل أقفرت، وليست بها بذرة.

4. توماس طمسن – باحث في اللاهوت والدراسات التوراتية، ترجم النص: «إسرائيل دُمِّرت وبذرتها لم تعد موجودة.

5. إنجريد هيلم – باحثة في اللاهوت، أكدت نفس المعنى: «إسرائيل أُزيلت، ولم يبق منها أثر.»

هذه الترجمات الخمس تؤكد وجود النص ومعناه المرتبط بالهلاك. والسؤال هنا: هل كان هذا مجرد تسجيل لواقعة تاريخية، أم نبوءة بمستقبل إسرائيل؟

هذا السؤال حمله أيضاً المسلسل الأمريكي الشهير Watchmen الذي عُرض عام 2019، أي قبل نحو ست سنوات، والذي أشار بشكل مثير إلى لوحة مرنبتاح وتوقع نهاية إسرائيل على يد مصر! المسلسل، رغم كونه خيالاً علمياً، حمل إشارات تاريخية واضحة وأثار جدلاً بين النقاد الذين انقسموا إلى ثلاث فرق:

فريق يرى المسلسل تقاطعاً مع التاريخ والمؤامرات الكبرى ومحاولة كشف أسرار مخفية.

فريق يعتبره استكمالاً لفيلم سابق يحمل نفس الاسم، لكنه يسرد قصصاً مغايرة في سياق جديد.

وفريق ثالث يعيده إلى أجواء الحرب الباردة عام 1985 والصراع الأمريكي – السوفييتي، حيث يسرد قصة مجموعة من الأبطال الخارقين الذين يطبقون العدالة خارج سلطة القضاء، وتنكشف لاحقاً مؤامرة كبرى تحمل مفاجآت مثيرة.

المسلسل أضاف أيضاً أحداثاً دارت في مدينة تولسا الأمريكية، وتناول قضايا عنصرية وتاريخية. ومن أكثر الجمل إثارة في المسلسل ما ورد على لسان الفنان الأمريكي دون جونسون حين قال:

دُمِّرت إسرائيل وأُزيلت بذرتها.. إنها النهاية يا صديقي.

كما أشار إلى مصر وسيطرتها على فلسطين واعتبارها «عروساً» لها، وهو ما يتقاطع بشكل مدهش مع نص لوحة مرنبتاح!

هكذا نجد أنفسنا أمام نبوءات قديمة ضاربة في عمق التاريخ، وأخرى حديثة لم يمضِ عليها سوى بضع سنوات، جميعها تشير إلى فكرة فناء إسرائيل، في الوقت الذي يسعى فيه قادة الصهيونية وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو إلى تحقيق حلمهم المزعوم «إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات».

وبين من يراها مجرد خرافات وأساطير، ومن يعتبرها إشارات غامضة تستحق التأمل، يبقى العلم عند الله وحده.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

⚙️
شاهد القنوات مباشرة
أهم الأخبار

أهم الأخبار

عرض كافة المقالات
error: المحتوى محمي !!
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً
العربيةالعربيةFrançaisFrançais