“لوموند” : دعم الجزائر لـ”فاغنر” في مالي أهم أسباب الخلاف مع باريس

ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن أهم أسباب الخلاف بين الجزائر وباريس الذي احتدم قبل أسابيع عقب تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شكك من خلالها في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، “أزمة مالي الحساسة بالنسبة لفرنسا”

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها يوم الجمعة 22 أكتوبر 2021، إلى أن “اصطفاف” الجزائر إلى جانب روسيا في مالي، في إشارة إلى انتشار مجموعة “فاغنر” المسلحة في العاصمة باماكو، “فاقم الأزمة الدبلوماسية” بين البلدين.

يأتي هذا في وقت نفت فيه الخارجية الجزائرية، عبر بيان رسمي يوم 13 أكتوبر 2021 ” الادعاءات التي تداولتها وسيلة إعلام أجنبية حول تمويل مزعوم من قبل الجزائر لميليشيات بمالي”.

“لوموند” نقلت عن “مصدر فرنسي” قوله إن الأزمة أكبر وأعمق من ملف خفض عدد التأشيرات للجزائريين إلى نحو 50 بالمئة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بما وصفته بـ”الدور الجزائري في مالي”.

وتضيف الصحيفة الفرنسية أنه بعد أسبوعين من اندلاع الأزمة بين البلدين، بدا أن القضية المالية عنصر أساسي أدى إلى تفاقم الأزمة بسبب إغراء الجانب الجزائري لدعم سيناريو مظلم لباريس: “تعزيز دور روسيا في مالي”.

المصادر الجزائرية التي قابلتها “لوموند” لم تتحدث حسب المصدر بشكل مباشر عن الدعم المحتمل للعقد الذي تدرسه السلطات المالية، من جانبها، مع شركة المرتزقة الروسية المثيرة للجدل فاغنر. مضيفة أن “دور هذه الشركة الروسية في ليبيا المجاورة لا يتوافق، في الواقع، تمامًا مع مصالحها: ففاغنر تعمل هناك لصالح معسكر المشير حفتر، الذي لا تدعمه الجزائر. لكن في مواجهة تدهور الوضع الأمني ​​في مالي، يؤكد هؤلاء المحاورون أن تعزيز الوجود الروسي في هذا البلد لن يكون محبطا”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أطلق يوم 2 أكتوبر تصريحات، نقلتها صحيفة لوموند، شكك فيها بوجود أمة جزائرية قبل استعمار فرنسا لهذا البلد المغاربي، وأثارت جدلا واسعا بين الجزائريين.

ودفعت تلك التصريحات بالجزائر إلى استدعاء سفيرها في باريس “للتشاور”، وفي وقت لاحق قررت الجزائر إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام جميع الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل في إطار عملية “برخان” في مالي.

وكان عبور الطائرات العسكرية الفرنسية إلى منطقة الساحل، عبر الأجواء الجزائرية، بمثابة “امتياز ممنوح لفرنسا منذ فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وظل ساري المفعول لمدة 4 سنوات”.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

🔔
error: المحتوى محمي !!
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً
العربيةالعربيةFrançaisFrançais