بالصور .. وتحت سمع وبصر المسئولين “العباسة الكبرى” عروس الشرقية تتحول من مزار سياحي يقصده الملوك والرؤساء ومعبر لحفيده رسول اللّه “ص” إلى موطن لدفن القمامة يا سادة .. ولا عزاء للمسئولين
كتب ـ على أبو زيدان
كانت بلدتي العباسة الكبرى التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية إحدى المناطق إلتى شرفت بمرور السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها على أراضيها خلال رحلتها من الأراضي الحجازية للقاهرة للإقامة فيها مروراً بمنطقة بلبيس والتى وثقتها كتب التاريخ.
كما كانت العباسة الكبرى إحدى المزارات السياحية للأسرة العلوية لاسيما الملك فاروق الأول والذي كان يقصدها في فصل الشتاء من كل عام لممارسة هواية المفضلة بصيد “البط” خلال موسم هجرة طيور الشتاء من شمال ووسط أوروبا إلى شمال إفريقيا هربا من برودة الجو هناك وطلباً لمزيد من الدفء منذ زمن بعيد.
كما ضمت العباسة الكبرى في جنباتها إحدي الاستراحات الملكية التى كان يستقر فيها الملك وحاشيته أو أحد إفراد الأسرة الملكية خلال تواجدهم في موسم الصيد بتلك المنطقة نظرا لقربها من محافظة القاهرة.
وكانت العباسة الكبرى ومازالت مقصدا لرؤساء مصر ووزراء دفاعها كل عام منذ القضاء على الملكية وإعلان الجمهورية وحتى يومنا هذا وذلك لوجود معهد ضابط الصف التابع للقوات المسلحة فيها حيث يحرص رئيس الجمهورية ومعه كبار المسؤولين بالدولة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ على زيارتها سنوياً لحضور حفل تخريج الطلبة الجدد كل عام.
وكانت العباسة الكبرى بمثابة الرئة لأبناء محافظة الشرقية عامة ومركز أبو حماد على وجه الخصوص خاصة مع بدء موسم الربيع حيث يوجد فيها مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعية واستصلاح الأراضي والذي يضم بين جنباته العديد من الحدائق والمتنزهات التي يلجأ إليها الكثير من أبناء المحافظة لاسيما خلال احتفال مصر بأعياد الربيع.
واليوم ونحن فى ظل استكمال بناء جمهويتنا الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي يواصل العمل ليل نهار لإستكمال هذا الصرح العظيم يتبدل الحال غير الحال وتتحول العباسة الكبرى أم القرى وأكثرها شهره فى المنطقة تحت مرأى ومسمع المسئولين على أعلى المستويات مقرا لدفن القمامة والمخلفات حيث يتوجه إليها يومياً سيارات نقل القمامة التابعة للمحافظة لرمي ما يحملونه من قمامة ومخلفات في مصرف الوادي المسمي “بالرشاح الكبير”.
وتقوم لوادر المحافظة بنقل تلك القمامة والمخلفات إلى وسط المصرف لردمه في ظل غياب الرقابة من جانب المسئولين فى كل من وزارات التنمية المحلية والبيئة والزراعة حيث سيؤدي الردم المتعمد للرشاح الكبير والذي يتم يومياً إلى بوار آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة بسبب عدم القدرة على التخلص من مياة الري الزائدة نتيجة ردم هذا المصرف الحيوي والهام إضافة إلى ما يحدثه حرق تلك القمامة من تلوث للبيئة وهو ما يعرض حياة قاعدة عريضة من سكان تلك المنطقة للإصابة بمزيد من الأمراض.
فإلى متى ستظل العباسة الكبرى تتعرض لمثل هذه المخالفات والانتهاكات الصارخة ومتى سيتم وقف تلك المهازل ومحاسبة المقصرين من المسئولين فى الإضرار بتلك المنطقة وبسكانها ولمصلحة من يتم ردم هذا المصرف .. أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات من جانب متخذي القرار ليس في محافظة الشرقية فحسب بل تتخطاه إلى أعلي المستويات.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.