كُتابمنوعات

وإن منكم لمجرمين

الإجرام فن وعلم بعدما كان بالممارسة أصبح علما يدرس بل ويمارس أمام أعيننا ونذهب لصناعه مجبرين ونصفق للمجرمين معجبين.

لا تتعجب عزيزي القارئ فنحن نعيش في غابة دولية الكل له هدف واحد ألا وهو أن يكون الأقوى والمالك لكل شيئ ونسى أن الله على كل شيء قدير.

فلو نظرنا إلى عالمنا العربي لوجدنا التدخلات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين يهرولون إلى بلادنا لنهب الخيرات ونحن نصدقهم بل ونتحالف معهم ونطيع اوامرهم في تخريب بلادنا وعندما نفيق من غفوتنا نجد أنهم نهبوا الخيرات وتحكموا في الحدود والمقدرات وجنينا نحن الفرقة والانقسام والتهجير وما العراق وسوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا عنا ببعيد.

كل الدول تظهر شيئا واحدا وهو حب الخير والرغبة في إعادة هذه البلاد إلى وحدتها وقوتها ولكن يخفون ما الله مبديه.

ونحن أيضاً مجرمون في حق أنفسنا ويتملكنا الكبرياء وعدم الاعتراف بذلك ونخلق المبررات لأفعالنا المشينة.

فمن ينتج سلعا رديئة وغير مطابقة للمواصفات القياسية أليس مجرما؟!!

من يخرج لنا منتجا ناقصا في الميزان وتشترى علبة السمن او زجاجة الزيت أو كيس المكرونة أو أى منتج تشترى الكيلو فتجده سبعمائة جرام والنصف ثلاثة مائة جرام أليس هذا إجراما؟!

وما المانع أن تبقى الأوزان كما هى وترفع السعر؟

والفلاح الذى يضع المواد الكيميائية والألوان على الفواكه أليس مجرما؟!

وبائعة السمن والجبن القريش التى تخلط مجموعة من السمن الصناعي والبلدة بألوان صناعية أليست مجرمة؟!

وبعض أفخم مصانع ومعارض الحلويات والفطائر التى تعلن أن جميع منتجاتها بالسمن البلدي وهى برائحة السمن وطعمه أليسوا مجرمين؟!

ومزارع الدواجن وما يفعلونه بالكتاكيت أليس قمة الإجرام؟!

والموظف الذى يسخر كل إمكانيات وظيفته لخدمته وأسرته واستغلال أموال الدولة في نقل أفراد أسرته وتوظيفهم وسرقة كل شيء من وظيفته أليس مجرما؟!

والموظف القيادى الذى وثقت فيه قيادات الدولة ووسوست له نفسه الأمارة بالسوء بالرشوة أليس مجرما؟!

والمقاول الذي يرتفع بالبنيان بدون إعداد جيد فيفسد شبكة الصرف الصحي والمياه ويسرق الكهرباء أليس مجرما؟!

والطبيب المستغل للمرضى فيبالغ فى سعر كشفه بطريقة مستفزة ويكلف المرضى أشعة وتحاليل بل أدوية باهظة الثمن وهناك من يقوم بالتشخيص الخاطئ للمرض وهناك من يتأمر مع عصابات لسرقة الأعضاء وبيعها للمحتاجين بأسعار فلكيه أليسوا مجرمين؟!

وشركات الأدوية التى تخفى أنواعا يحتاج إليها المرضى ثم يرفعون أسعارها بدرجة استفزازية أليسوا مجرمين؟!

ولتعلم عزيزى القارئ أننا أصبحنا عبيدا للمال والجاه حتى نعيش في أرقى الأحياء ونركب افخر السيارات والطائرات ونتباهى بأن أولادنا وأحفادنا يدرسون في أرقى المدارس والجامعات ويسافرون للاستمتاع بأشهر المصايف والمنتجعات ويتزوجون من سلالة البشوات والبهوات الجدد

كل ذلك جعل كل من سبق يجد لنفسه عذرا لفعلته فهل تجده أنت مبررا لهذا الإجرام.بل ما مواقفنا لمواجهة موجة الإجرام المدمرة لطبقات المجتمع.؟

وننسى أننا اتين الرحمن فردا وكل شيئ أحصاه وأعده عدا وحتى لو نسينا مافعلنا فالله كتبه وسوف تقرأ كتابك ولا تستطيع إنكار إجرامك.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

🔔

أهم الأخبار

error: Content is protected !!
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً
العربيةالعربيةFrançaisFrançais