أوكرانيا والصعود للهاوية !!

محمد سعد عبد اللطيف "كاتب مصرى وباحث في الجغرافيا السياسية"
محمد سعد عبد اللطيف
“كاتب مصرى وباحث في الجغرافيا السياسية”

لا يستطيع أى باحث أو محلل سياسي،  أو مراكز للدراسات الإستراتيجية أن تتوقع نهاية سيناريو الغزو الروسى، وذلك بعد التصريحات النارية والإتهامات بين الجانبين، الروسي والأمريكي، بعد خطاب “بايدن” أمام  البنتاجون من تصعيد اللهجة؛ الذي اعتبرها وزير الخارجية الروسي “لافروف” في تصريح للتليفزيون الحكومي تهديدًا للأمن القومي الروسي من قبل  ٱمريكا وحلف الأطلسي، بالتصعيد  بحرب عالمية ثالثة !!
وتصعيد الغرب، وعدم إحترام القدرات العسكرية والتقنية الروسية، وقال كل الإحتمالات من إستخدام سلاح نووي مستعدة روسيا أين ومتي تستخدم ؟!، هذه نبرة جديدة في الأزمة علي الصعيد الدولي، رغم طرح حلول ترضي الطرفين، ولكن ليس بضغوط ٱطلسية !!
وتختلف الأزمة  عن السابق من الحروب، ولكن تشبه حروب “القرن الثامن عشر “، هذه الحرب تشعل فتيل الإنتقام من ثلاثة عقود من الهيمنة والعربدة الإمبريالية، من نظام القطب الأحادى، من حيث تدخل الدول الكبري في الحروب السابقة، مثل الحرب “الأمريكية في فيتنام”، أو السوفييت في أفغانستان، أو تدخل حلف الناتو، مع انهيار الإتحاد اليوغسلافي، أو حروب الشرق الأوسط، منذ الحرب الأهلية في كل من: “لبنان، العراق، الكويت، وأفغانستان”، هذه المرة يُطلق عليها أخطر جملة في عالم الصحافة: (العالم لن يعود  أبدًا مثلما كان عليه سابقًا)، عالم بين سيناريو نهاية تاريخ البشرية، من التلويح والتهديد بإستخدام السلاح النووي الرادع الحديث؛ حيث يُقدر انفجار صاروخ واحد بما يعادل مساحة دولة مثل فرنسا، أو احتمال عالم متعدد الأقطاب (عالم موازى) للنظام الأحادى الذي بدأ يحمل حقائبه رويدًا رويدًا، أمام إصرار روسيا علي الغرب أن يعلم أننا قوة، ولاعب مهم في العلاقات الدولية، وشريك في صنع القرار الدولي، وأن عصور الإهمال قد انتهت حتي لو فُرض علينا استخدام السلاح النووي، بدأت تظهر المناوشات، واستعراض القوة في المحيط الهادي من قوي مناوءة للغرب من الصين وكوريا الشمالية، وظهور دور  والأهمية الإستراتيجية للمضايق، والممرات الدولية للمياه، بدأت ٱول أمس في بحر المانش بتفتيش سفينة روسية من قبل فرنسا، ماذا عن المضايق العربية، مَنْ يستطع ٱن يتحكم فيها في باب المندب، ومضيق هرمز، وقناة السويس، وجبل طارق، بعد ظهور مطالب بإغلاق مضيق “البوسفور  والدردنيل” في تركيا، من قبل “زالينسكي” في حالة نشوب حرب عالمية ثالثة ؟!، ما موقف الدول التي تقع في أمريكا الجنوبية وأفريقيا، والدول العربية التي يوجد بها قواعد عسكرية للغرب، وسوريا التي يوجد بها قاعدة طرطوس البحرية الروسية، وقاعدة حميميم البرية ؟!!!، هل سوف تصبح ساحة للمعارك ؟!!، وما موقف إيران وإسرائيل لو نشبت حرب مفتوحة ؟!!، وما زال الموقف التركي يلعب لمصالحه الإستراتيجية، لعبة الكراسي المتحركة، رغم عضويتة في حلف الناتو العسكري، ووجود قواعد أمريكية علي أراضيه، ما زالت ٱمريكا تتحكم في  مفاصل ٱماكن كثيرة حول العالم، وهذا ظهر في التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة علي قرار يدين التدخل الروسي هذا الأسبوع، وكذلك يتحكم فيها الغرب، من الناحية الإستراتيجية من مياه دافئة وموانئ، تفتقد لها روسيا، لذلك سوريا تمثل للروس نقطة إرتكاز مهمة لشرق المتوسط؛ لعبور سفنها وتمويلها لوجيستيًا، هل يكون البديل لروسيا سلاحها النووي،ل نقص جيوبولتيكيا الأزرع الطويلة في العالم ؟!!؛ نقطة فارقة في التاريخ السياسي والعسكرى بإبادة البشرية بإستخدام أسلحة حديثة لأول مرة من “الشيطان الشباب” إلي تصريح “بايدن” الأخير بإرجاء إطلاق صاروخ عابر للقارات، هل يشهد العالم حربًا عالمية ثالثة ؟!!

 

 


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

🔔
error: المحتوى محمي !!
العربيةالعربيةFrançaisFrançais