تقوم الدول على عدة تشريعات و معاهدات و اتفاقيات تنظم عمل هذه الدول ضمن معايير و ضوابط الاصول القانونية و البرتوكولات العالمية ..
يسعى المشرعون في مكان لجعل تلك الدول في مصاف الدول المتقدمة و المزدهرة التي تواكب كافة ما يطرأ من احداث و تعمل على حل الكثير من الإشكال وفق تلك الضوابط التي تم ذكرها اعلاه ..
تبدأ رحلة الانطلاق نحو تأسيس قاعدة قانونية متينة من مبادئ عدة و أفكار تتناول كافة المعطيات و المجريات بدايةً من تأسيس مفهوم التسامح لدى الدولة و لا نقصد هنا بأن يتم سنّ القوانين للتسامح ..
بل يقصد بأن تكون تلك الدول يقوم عليها قوانين تؤسس على اساس الحق و التساوي في الحق و الحفاظ على الحق و الحق المجرد هنا لا قيمة له إلا في تحقيق دولة الحق أي في تعينه واقعياً و لا يكون التعين الواقعي للحق إلا من خلال التعين الواقعي لمفهوم الحرية و ذلك على كافة المستويات السياسية و الاجتماعية و الثقافيه ..
و بضرورة تلازم فكرتي الحق و الحرية و كل اعتداء على هاذان المفهومان هو نسف كامل لمفهوم التسامح ضمن المجتمعات ..
يساعد على قيام دولة التسامح ترسيخ مفهوم العلمانية كسمة من سمات النظام السياسي و ذلك بسبب مفهوم العلمانية الذي يدعو لحرية الاعتقاد دون ان تقوم اية جهة بفرض نوع و مدلول و طبيعة هذا الاعتقاد فتعمل مع الوقت على خلق دولة المواطنة و احترام المسافات و حرية المعتقدات و التسامح فيما بينها بمكان .. دولة المواطنة هي دولة بالتأكيد ديمقراطية لانها تمثل حالة حالة سياسية مجتمعية ثقافيه اخلاقية و تقف كل من يود ان ينال من الكرامة و الحرية و الحق ..
ضمن تلك المفاهيم الراقية والجليلة تعبر الخطوات باتجاه التشريع و كيف يجب ان يكون في البلاد فنراه تارة ما يكون عبر قاعدة الزامية و رادعة و اجبارية و تارة امام قاعدة مكملة و غير ملزمة و قد تكون اختيارية و كل ذلك يكون وفقاً للحالة و الظرف والزمان ..
فيكون تعريف القواعد القانونية الآمرة بانها : تلك القواعد و النواهي و التعليمات الصارمة و التي تمتلك رادعاً و عقاباً لمن يخالفها ..
و تحمل بين طياتها قوة خاصة إذ لا یملك الأفراد الذین یخضعون لإحكامھا إن یستبعدوا تطبیقھا.لأنھا تتقرّ ر وبصفة عامة لحمایة النظام العام واحترام الآداب كالقواعد التي تحدد سن الرشد القانوني ببلوغ 18 ..
او القواعد المتعلقة بالنظام العام و قد جاء تعريف وفق ما يلي : النظام العام هو مجموعة القواعد والوسائل الأمنية التي توفّر الحماية العامة للمواطنين وجميع الأفراد والمجتمع عامة الذين يتواجدون على أرض دولة والتي يترتب على غيابها انهيار المجتمع ككل و بالتالي يمنع اختراق تلك القواعد او تجاوزها و مخالفتها ..
و قد تكون القواعد الاخرى مكملة اختيارية قد يلجأ إليها الافراد و قد لا ..
و يجوز للافراد مخالفتها لانها لا ترتبط بالمصالح الاساسية للمجتمع و لا بامنه او حتى استقراره كما و هي لا تؤثر سلباْ بمكان فهي تنتج عن علاقات الافراد فيما بينهم و عن كيفية إدارة تلك العلاقات و الارتباطات مثال الاتفاقيات التي يتصمنها عقد البيع و عن كيفية و آلية ترتيبها وفق مصلحة الافراد ..
عندما يتم الانطلاق في اي مجتمع من تقسيم القواعد إلى آمرة و مكملة يأتي تباعاً ترسيخ معها مبادئ و مفاهيم خاصة لكل منهما و تصبح عرفاً و طريقة عمل ملزمة لمن يعمل ضمنها ..
فنذكر بعض القواعد القانونية الملزمة لاصحاب الاختصاص حين مزاولتهم اعمالهم و لكيفية تلاٱم و تناسب ما يعرض عن كيفما يدرس و يبت فيه .. و التي مع الوقت اصبحت عرف سائد في عالم القانون
(1 المتهم برئ حتى تثبت إدانته : حفظ الكرامات و الحقوق و الامتيازات و الدولة التي تؤسس على المبادئ التي ذكرها بالاعلى التسامح ، و المواطنة و غيرها من المفاهيم الراقية للنجتمعات لا تقوم إلا باحترام الكرامات فالمتهم قد يدان و قد لا يدان و يبقي الحجز احتياطياً و قد يتم الإفراج و عدم ثبوت ادلة الادانة بالمكان لذلك اعتبر المشرعون القانونيون ان المتهم يعامل معاملة البرئ حتى ينسب الجرم المنسوب إليه بدليل قاطع لا لبس فيه ..
(2 العقد شريعة المتعاقديين : الاتفاق المكتوب يتضمن كافة ما يتعلق بهذا الاتفاق الامر الذي ينهي فيه حصول اية احتمالات لطروحات لم تكن اساساً مكتوبة ..
(3 التقادم لا يسقط الحق و مهما طال الزمن : العقوبة الجزائية تسقط بالتقادم حيث انها تتعلق بحق الدولة و التي تسامح فيه بعد مرور المدة الزمنية الكفيلة لهذا الجرم اما حقوق الافراد فلا احد يملك التنازل عنهم و يبقوا على مر الازمان مطالب بتسديدهم لصاحب الذمة و الدين القائم موضوع النزاع ..
(4 العقوبة شخصية ؛ لا تمتد العقوبة لباقي افراد العائلة التابعة للمتهم و تسري احكامها و قواعد تطبيقها على المذب بشخصه تحديداً ..
و تلك امثلة من فيض من بعض القواعد الفقهية القانونية التي تعمل علي خدمة الدولة و الافراد و في عصر العلم و تطور التشريعات .. يتساءل المرء ..إلى اين سوف تأخذنا تلك التشريعات إن كانت لم تأخذنا إلى المدن التي تكون فيها العدالة اساس الحكم ..
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.