إدانة العنف ضد الكوادر التعليمية في القدس الشرقية

كتبت : يارا المصري

سُجِّلت في الآونة الأخيرة، عدة حوادث عنف مُقلقة ضد الكوادر التعليمية في مدارس القدس الشرقية. وفي إحدى الحالات الأكثر خطورة، اعتدى أحد الأقارب لطالب من حي قلنديا على مدير المدرسة بعد خلاف بين الطالب مع مدير المدرسة.

وتعتبر هذه ليست حالة معزولة، وقد سارع الكثيرون في القدس الشرقية إلى إدانة هذه الظاهرة، ودعت لجنة أولياء أمور القدس الشرقية إلى الوقف الفوري للعنف، قائلةً: “نلاحظ تزايدًا في السلوكيات غير المقبولة من بعض أولياء الأمور تجاه إدارات المدارس والمعلمين المخلصين، ونؤكد على ضرورة التعامل مع كل مشكلة تربوية أو إدارية باحترام ومسؤولية، بما يعكس قيمنا الراسخة ومبادئنا النبيلة”.

بالإضافة إلى ذلك، أدان ممثل عن معلمي القدس الشرقية هذه الحوادث، وذكّر بأن أي سلوك غير لائق تجاه أي معلم من الكادر التعليمي يُعدّ جريمة جنائية ويجب التعامل معه بأقصى درجات الجدية.

ومنذ سنوات يسير جهاز التعليم العربي في القدس الشرقية نحو وضع مأساوي سببه عدم وضع سياسة مدروسة أو وقف لأعمال العنف والبلطجة التي يمارسها أهالي الطلاب ضد المعلمين بقطاع التعليم العربي خاصة والقدس عامة.

فالآلاف من الطلاب المقدسيين يحرمون كل عام من إمكانية الانخراط في جهاز التعليم الرسمي المجاني بسبب أعمال الشغب وسوء السير والسلوك، وذلك رغم استحقاقهم ذلك بحسب قانون التعليم الإلزامي وانطلاقًا من كونهم مقيمين دائمين في إسرائيل، وفي أحيان آخري قد لا يجد آلاف آخرون مقاعد دراسية كافية بسبب نقص الغرف الدراسية.

وحسب معطيات نشرتها وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فإن عدد المدارس في القدس 120 مدرسة، تشرف البلدية الاسرائيلية على 54 مدرسة منها، وتشكل نسبة الطلبة فيها أكثر من 60% من مجموع طلبة المدارس.

وبالإضافة إلى ذلك، تشرف الأوقاف الإسلامية في القدس على 20 مدرسة و38 مدرسة خاصة وأهلية، في حين كانت تشرف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونرا) على ثمان مدارس.

وبدوره أكد رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في مدرسة جبل المكبر راسم عبيدات أن “أوضاع التعليم في القدس الشرقية كارثية في كل المجالات”، مشيرا إلى أن الوضع أكثر سوءا في المراحل الإعدادية والابتدائية، فالعنف قد ارتفع بوتيرة متزايدة بين الطلاب وذويهم من جهة، معلميهم والقائمين على العملية التعليمية من جهة آخرى.

وأوضح عبيدات أن “جهاز التعليم العربي بالقدس دخل مرحلة الانهيار”، وقال إن “حجم الجهد المبذول فلسطينيا سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي لا يرتقي إلى الحد الأدنى من المسؤولية تجاه العنف.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

🔔
error: المحتوى محمي !!
العربيةالعربيةFrançaisFrançais