إيهِ يا قمر … قصة قصيرة
بقلم : سعد جمعه

أرسلت تسدعيه لمقابلتها العاجلة، فذهب اليها علي الفور، فهي رئيسة الجمعية الخيرية التي عمل بها حديثًا كمدير للأمن، فهذه الوظيفة هي آخر ما توصل اليه بعد عناء، فالوظائف الدائمة، سواء أكانت حكومية أو خاصة، غير متوفرة في بلد يكتظ بالسكان، حتي ظن أنها أصبحت طاردة لمواطنيها، فالقطاع الخاص يأخذ، ثم يأخذ، ثم يأخذ، وبعدها يفكر أن يعطي، أما الحكومية فبها من يسعي للوصول والترقية علي حساب أي شخص آخر حتي زملاء المكتب الواحد!
وقف أمام باب مكتبها لبرهة، عدَّل خلالها من هيأته بعض الشيء، ثم دق الباب ..
دخل.. قابلته بابتسامة مشرقة، ثم استأذنته في أن تلتقط له بعض الصور للأحتفاظ بها!
تسمر في مكانه مندهشًا من طلبها، لكنه كان سعيدًا.
أثنت عليه قائلة: يعجبني حسن مظهرك، وأناقة ملابسك رغم بساطتها، وحذاؤك اللامع دائما!
التقطت الصور التي أرادتها، ثم سمحت له بالجلوس في صالون مكتبها الفخم، وبعدها قالت: أود أن أتناقش معك في بعض الاستعدادات الأمنية للمعرض القادم للجمعية، فمدير الأمن السابق لم يكن يهتم كثيرًا بالرغم من أن زوار المعرض يعدون من الشخصيات المرموقة، بجانب أصحاب الحاجات.
وفي تلك الأثناء، طلبت منه قبول دعوتها علي العشاء بمنزلها.
خرج من عندها مسرورًا، وهو يستعد لوضع خطة أمنية محكمة كما تريدها هي.
وبعد انتهاء العمل، اصطحبته معها الي منزلها.
سيدة وحيدة، تحب العمل التطوعي، وتعشق الهدوء والموسيقي.
وبعد الانتهاء من تجهيز طعام العشاء، أطفأت الأضواء كلها، مكتفية بضوء الشموع، فقال في نفسه:
يبدو أنه عشاء علي أضواء الشموع الخافتة!
وفي ذلك الوقت، رن جرس هاتفها، لكنها رفضت المكاملة، ثم قامت بتنشيط بريدها الصوتي، فقال:
نغمة جميلة لموسيقي أجمل.
قالت : أتحب؟
فابتسم في صمت!.
فقامت بتشغيل اللحن كاملا، ثم أمسكت يده وهي تطلب منه أن يراقصها، فتجاوب معها في هدوء وأستسلام.
قالت : كم أنا معجبة بك.
قال : ولكني لا أجيد الرقص مثلك، فأنت بارعة ورائعة في كل شيء.
قالت : أشكرك على هذا الإطراء الرقيق. كان يعلم أن كل نساء العالم يعشقن الإطراء والمديح، ويكرهن الانتقادات.
وبطريقة عفوية، لامست قدمه قدمها أثناء الرقص، لكنها لم تهتم كثيرًا بذلك، فاعتذر بحياء شديد، وعندها بادرته قائلة: لا عليك .. يكفيني أن أكون بين يديك..
كان القمر ليلة التمام!
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.