الإعلام واثره على الديموقراطية

لعل العيش في صخب الحياة العلمية، ومعرفتها بشكل واسع وإتقان التحديد دون خطأ في أي مسألة وفي أي لحظة هي جزء لا يتجزأ من عمل الصحافة اليومي لأنها مؤسسة ديمقراطية، تنطلق في عملها قبل كل شيء من مصالح العاملين.وتستمع وسائل الاتصال إلى أحكامهم وملاحظاتهم ومقترحاتهم ويسمح الرأي العام لهم بالدراسة الواقعية للقضايا الناشئة وحلها بفعالية وإبداع.

وتقوم الصحافة بدراستها المعمقة وباعتبارها التجربة الجماعية والمعرفة الجماهيرية الواسعة، بدور المعبر الشهير عن إدارة الشعب.

وهذا ما يعطيها حق التأثير بفعالية على أجهزة الإدارة وعلى سلوكيات الناس وعلى تطور مجرى العمليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ويشمل عمل الصحافة كمؤسسة ديمقراطية في المجتمعات الراقية والمتحضرة على مسائل البناء الحضاري وبناء المجتمع المدني والدفاع عن الحريات، وتحفز الصحافة والدعاية المبادرات الخلاقة للجماعات الإنتاجية وتدعم كل مبدع وتقود النضال ضد الانحراف والفساد والبيروقراطية وتساعد على تعزيز الانضباط في العمل لدى مؤسسات الدولة، وعلى تطبيق الرقابة الواضحة على نشاط الدوائر الحكومية والاجتماعية وتعنى بالحفاظ على الملكية العامة (والخاصة) وتربي العلاقة العصرية بالعمل …. الخ حيث أصبح عمل الصحافة في أيامنا هذه واحداً من الشروط الأساسية لتعزيز الديمقراطية وتحسينها باستمرار.

وتعتبر حرية الصحافة من أهم المسائل النظرية والعملية في التعاليم المعاصرة عن الديمقراطية، ومستوى حريتها في ارتباط مباشر بوضع وتطور الأسس الديمقراطية الأخرى للبنية المجتمعية والحكومية ويتعلق بالحل الصحيح لمسألة حرية الصحافة، وتحديد الأكثر دقة وشمولية لدور و مبادئ عمل الصحافة ومهامها المحددة الملموسة في هذه المرحلة أو تلك من المراحل التاريخية.

إن قضية حرية الصحافة، في الوقت الراهن قضية حيوية، وملحة للغاية لأن فيها تتقاطع خطوط الصراعات الفكرية والأيديولوجية.

ويتضح فيها التياين الكبير للأنظمة الاجتماعية وتبرز أوضاع الصحافة علاقة الأحزاب والأجهزة الحكومية فيها .لذلك ليس مصادفة محاولة تلوين وتزويق وضع الصحافة في عالمنا، وأبراز الأمكانيات المنقطة التنظيرية للديمقراطية.

إن حرية الصحافة لا تعني شيئاً إلا حرية نشر رأيها الخاص وهذا صحيح، لكن المعيار الرئيسي لديمقراطية الصحافة كان دائماً وسيكون هو العلاقة بالجماهير الواسعة.

وتحدد حرية الصحافة بإمكانية الجماهير الواسعة في المناقشة والتعبير علانية في الصحف عن المسائل الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تقلقهم وإمكانية مشاركتهم في إدارة أمور الدولة من خلال الصحافة.

وفي المجتمع الحضاري ـــ العلماني المعاصر تكون الصحافة سلاحاً للقوى الإنسانية العلمانية التي تعبر عن إدارة وتطلعات الناس، وتدافع عن حقوقهم الديمقراطية المحقة وهذه الصحافةمحررة نسبياً من أي إملاء، ومحررة من النفعية والوصولية والفردية الفوضوية ومرتبطة بالجماهير، وتخدم فكرياً وفعلياً مصالحها في هذا كله يكمن عمق ديمقراطيتها.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

🔔
error: المحتوى محمي !!
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً
العربيةالعربيةFrançaisFrançais