ترسمُ الأقدارُ حياةً ربما لم تكن من تخطيطنا ، لكن اختيارَ اللهِ دائماً الأنفعُ والأصلحُ لنا ، قد نولدُ فقراءَ في هذه الدنيا ، لكن الإيمانَ والرضا بالمقسوم هو العوضُ والغناءُ الحقيقي في حياتنا ، نرى في أنفسِنا ما لا يراه أحد ، لكن علينا الاستفادة من أراءِ الآخرين حتى وإن كانوا غير مقربين لنا .
ولد يتيماً يشتكي ضيقَ ذاتِ اليد ، وضاعت طفولتهُ بين العملِ والبحثِ عن لقمةِ العيش ، حَلُمَ بأن يكونَ مطرباً منافساً للموسيقارِ الكبير محمد عبد الوهاب الذي عشق أغانيه مرددها منذ نعومةِ أظافره ، لكن القدر اختار له طريقاً آخرَ مرسوماً على هيئتِه وموهبتِه وليس بما كان يحلم به .
عشقهُ الصغار قبل الكبار ، فأعاد اكتشاف طفولته الحزينة في عيونِهم التي تشعُ بهجةً وفرحاً بطلتِه وخفةِ ظله وجمالِ ضحكته ، أضَاءَ المسارحَ بنورِ مونولوجاته فأسدَلَ الستارَ على من سبقوه وعاصروه من أبناءِ جيله ، اختار لنفسه لوناً جديداً على الشاشةِ الفضية فحجزت له مكاناً خَلَدَ اسمه في السينما المصرية .
في مدينةِ السويس كان ميلادهُ وشقاءهُ ، وفي القاهرة بعد عذابهِ كان نعيمهُ وانطلاقه .
هو الابن الوحيد لصائغ ميسور الحال في حي الأربعين بالسويس ، توفيت والدته وهو طفلٌ صغير ، وأفلس والده لسوء سلوكهِ وإنفاقه ، فلم يكمل الصغير تعليمَه بعد التحاقِه بأحد الكتاتيب ووصوله إلى الصف الرابع الإبتدائي .
“وهنا تنطلقُ الرحلة وتبدأُ الحكاية”
مَلهَاة إسماعيل ياسين الهزلية .
—————————————-
تحتارُ وتقفُ عندها كثيراً “هل هي ملحمةٌ بطولية أم مأساةٌ حقيقية أم مَلهَاةٌ هزلية ؟! .
“حياتُه” فيها من البطولةِ وتحقيقِ الذات قدر ما تشمله من بداياتٍ ونهاياتٍ مفجعة تجعلُ منها دراما واقعية يختلطُ فيها المٌضحِك بالمُحزِن والمُبِكي .
اضطر إسماعيل ياسين الذي وِلِدَ في الخامسِ عشر من شهر سبتمبر عام 1912 ميلادية للعملِ منادياً أمامَ محلٍ لبيع الأقمشة في السويس لِتَحمل مسئولية نفسه منذ صغره ، وعاش في منزل جدته من والدته خوفاً من بطش زوجة أبيه الذي سُجِنَ في ذلك الوقت لتراكم الديون عليه ، وبعد طرده من محلِ الأقمشة عَمِلَ منادياً بأحدِ مواقف السيارات بالمدينة ، وبين التنقلِ من عملٍ لآخر كانت تدفعه موهبته وصوته المميز وحبه للموسيقى إلى إحياءِ الأفراح والمناسبات الفنية حتى بلوغه سن الثامنة عشر ، وبتشجيعٍ كبير من أصدقائه بضرورة تنمية موهبته في مجال الموسيقى والغناء جاء الهروب الكبير إلى حلمه في أن يصبح مطرباً شهيراً منافساً لعمالقةِ الغناءِ في ذلك الوقت بالقاهرة .
رأى في نفسِه صوتاً شجياً ، بينما رأى فيه الآخرون لوناً مُناسباً لموهبتِه وملامحه .
اختلس ستة جنيهات من أموال جدته وأخذه الشوق والحنين إلى القاهرة ، وبالطبع لم يكن الطريقُ مفروشاً بالورود ولم يجنِ سوى الأشواك والألام والأنين ، فارتاد أماكن تجمع الكومبارس بمقاهي الفن في شارعي محمد علي وعماد الدين يبحث عن حلمه ، وافتَرَشَ اللوكاندات الفقيرة والمساجد الكبيرة لقضاء ليالي نومه ، وعلى مدار أربعةِ أشهرٍ قضاها في القاهرة لم يتسلل جيبه مليماً واحداً حتى قَدمَ له إمام المسجد ثمن تذكرة العودة إلى بلده حاملاً على كتِفيه خيبه أمله .
فوجئ إسماعيل ياسين بتدهور حالة والده الصحية والمادية بعد خروجه من محبسه ، لكن القدر مازال يخبئ له رزقه ، فقرر والده مساعدته وأرسله إلى صديقه الشيخ إسماعيل الفار الذي يصطحب في مجلسه الليلي الكثير من الملحنين والمؤلفين ، وهناك تَعَرَفَ إسماعيل ياسين على شابين من عائلة قدري باشا اللذينِ ُأعجِبا بفنه وخفةِ ظله وصارت بينهم علاقةٌ من الودِ والصداقة وطلبا منه الحضور إلى سرايتهم في القاهرة ، ليلبي الشاب الصغير الدعوة من جديد دون تردد أو خوف من المجهول .
أبو السعود الإبياري .. نقطة التحول في مشوار ُسُمّعة مع فن المونولوج .
—————————————–
رغم قسوة حياته في مدينة السويس التي ابتلعت طفولته البريئة ، كانت نكاته ودعاباته المستمرة وخفة ظله وابتسامته التي لا تفارق وجهه مفتاح “أبو ضحكة جنان” لدخول القلوب والعقول فأعجب به محامٍ في سرايا قدري باشا ، فعرض عليه الإقامة معه والحقه بمكتبه وكيلاً لأعماله القانونية ، وبين العملِ والموهبة سَعَى سُمعة إلى تحقيقِ حلمه ، فانضم إلى فرقة الأسطى “نوسة” أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت لكنه تركها لعدم حصوله على ما يكفيه من المال .
ومن خلال تردده على المقاهي والملاهي الليلية مع المحامي الذي يعملُ معه تعرف إسماعيل ياسين على توأمه وشريك رحلة كفاحه الفني المؤلف الكوميدي”أبو السعود الإبياري” صاحب الفضل الأول في اكتشافه ، الذي أثنى على موهبته ورشحه لبديعة مصابني فقامت بتعينه بفرقتها الاستعراضية ليلقي المونولوجات التي كان يؤلفها له أبو السعود الإبياري في ملهاها الليلي ، واستطاع إسماعيل ياسين أن ينجح في فن المونولوج الذي وجد فيه ضالته بنصيحة الآخرين ، وظل فيه متألقاً على مدار عشر سنوات من عام 1935 إلى عام 1945 ميلادية ، حتى أصبح يلقي المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملاً أجر التأليف والتلحين .
من هنا تحولت حياة سُمعة وبدأ السير بخطى ثابتة وعمل بالكثير من كازينوهات الإسكندرية والقاهرة وذاع صيته حتى تخطى حدود مصر بأكملها ، ووصلت شهرته الشام وسافر إلى حلب ولبنان ، ليعود إلى مصر حاملاً شهرته الفنية الصاعدة ومبلغ 87 جنيهاً ، لتأتي نقلة جديدة في حياة إسماعيل ياسين بانضمامه إلى فرقة علي الكسار التي قدم فيها مئات المونولوجات ، حتى وصلت شهرته إلى السينما عندما اختاره المخرج السينمائي فؤاد الجزايرلي عام 1939 ميلادية للمشاركة في فيلم “خَلَف الحبايب” مع نخبة من الفنانين الكبار في ذلك الوقت “أنور وجدي ، عقيلة راتب ، فوزي الجزايرلي ، إحسان الجزايرلي ، عباس فارس وتحية كاريوكا ، ليبدأ إسماعيل ياسين منذ تلك اللحظة كتابة تاريخه السينمائي .
ثنائيات فنية في رحلة إسماعيل ياسين السينمائية.
—————————————-
بدأ أبو ضحكة جنان أولى خطواته في عالم السينما بتقديم الدور الثاني ، حيث رأى النقاد أنه من أنجح أدوره الذي حقق له شهرةً كبيرةً مع الوقت ، خاصةً أفلامِه مع علي الكسار وحسين صدقي ومحمد فوزي وكمال الشناوي وشكري سرحان وغيرهم من نجومِ الشاشةِ الفضية .
وفي عام 1944 ميلادية جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه الفنان أنور وجدي ، فاستعان به في معظم أفلامه ، ثم أنتج له عام 1949 ميلادية بطولة مطلقة في فيلم “الناصح” أمام الوجه الجديد ماجدة .
ورغم أنه لعب دور السنيد لمعظم الأبطال في الكثير من الأعمال السينمائية إلا أن إسماعيل ياسين كان شريكاً في نجاح أفلامهم ، فقدم مع الفنانة شادية ما يقرب من 28 فيلماً منذ نهاية الأربعينات بواقع 3 أفلام في العام ، حيث جمعهما أول لقاء فى فيلم “كلام الناس” ثم “صاحبة الملاليم” وكان لنجاحهما معاً أكبر الأثر في جعل المنتجين والمخرجين يجمعون بينهما ، لتتوالى أعمالهم السينمائية حتى عام 1954 عندما قدما سوياً فيلم “الستات ميعرفوش يكدبوا” مع الفنان شكري سرحان .
التقى إسماعيل ياسين مع الفنان محمد فوزي في 16 فيلماً بين عامي 1947 و 1954 ميلادية أهمها “فاطمة وماريكا وراشيل” و”الزوجة السابعة” و”الآنسة ماما” و”من أين لك هذا” و”فاعل خير” و”بنات حواء” .
كما التقى مع الفنان فريد الأطرش في سبعة أفلام بين عامي 1947 و 1954 ميلادية منها “بلبل أفندي و”أحبك أنا” و”عفريتة هانم” و”آخر كدبة” و”تعال سلم” و”لحن حبي” .
أما عبد السلام النابلسي فقد التقاه ياسين في 36 فيلماً بين عامي 1946 و 1967 ميلادية رغم أنهما في بعض الأفلام لم يلتقيا في نفس المشهد بدأت بفيلم “حرم الباشا” عام 46 وانتهت بفيلم “الفرسان الثلاثة” في مصر عام 62 و”كرم الهوى” في لبنان عام 67 .
سينما إسماعيل ياسين تغير مفهوم نجم الشباك .
————————————–
وعلى الرغم من أن إسماعيل ياسين لم يكن يتمتع بالوسامة التي كان يتمتع بها نجوم الشباك في ذلك الوقت إلا أنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير وحجز لنفسه مكاناً بارزاً في الصفوف الأولى بين نجوم السينما ، ما دفع المنتجين إلى التعاقد معه على أفلام جديدة ، ليصبح البطل الوحيد الذي اقترنت أفلامه باسمه حتى وصل القمة .
وبداية من عام 1955 ميلادية كون إسماعيل ياسين مع تؤامه الفني أبو السعود الإبياري والمخرج فطين عبد الوهاب ثلاثياً شهيراً في تاريخ السينما المصرية حيث تم إنتاج العديد من الأفلام التي حملت اسمه بعد الفنانة العظيمة ليلى مراد ولازمه فيها الممثل القدير رياض القصبجي الشهير “بالشاويش عطية” ، ولاتزال أفلامه التي حملت اسمه محطة مهمة في تاريخ الكوميديا السينمائية .
فرقة إسماعيل ياسين المسرحية وبداية الصعود إلى الهاوية .
—————————————-
في عام 1954 ميلادية قرر إسماعيل ياسين مع رفيق الكفاح أبو السعود الإبياري تأسيس فرقة مسرحية تسهم في خدمة المسرح والارتقاء به ، بعد أن خلت الساحة من الفرق المسرحية وابتلعت السينما كل الجهود الفنية ، ويذكر أن مجرد التفكير في تكوين فرقة مسرحية وقتها كان نوعاً من الجنون لأن الشاشة العربية حينئذ كانت ممتلئة بأدوار إسماعيل ياسين الذي ساهم بحوالي 75% من الإنتاج السينمائي ، إلى جانب عمله كمونولوجست في الحفلات والمسارح الاستعراضية ، ولم يكن بحاجة لمجال جديد يضيف إلى رصيده الفني إلا حبه للمسرح “أبو الفنون” ، رغم نصيحة أحد المقربين له العدول عن هذه الفكرة ، شارحاً الخسائر والمتاعب التي من الممكن التعرض لها وكأنه يقرأ الغيب ، “لكن دون جدوى” ، وهنا استعان ياسين والإبياري بعددٍ كبيرٍ من المخرجين المرموقين في إخراج مسرحياتهم ، منهم السيد بدير ، محمد توفيق ، عبد المنعم مدبولي ، نور الدمرداش ، كما عَمِلَ في مسرح إسماعيل ياسين نخبة كبيرة من نجوم المسرح ، أمثال عبد الوارث عسر ، سناء جميل ، تحية كاريوكا وغيرهم .
وعلى مدار 12 عاماً متواصلة قدم إسماعيل ياسين ما يقرب من 60 مسرحية أسهمت في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي ، إلى أن جاء قرارُ الإغلاق لعدمِ قدرته على دفع إيجار المسرح الذي يتكلف 420 جنيهاً شهرياً وتَحَمُل مصاريف الفرقة التي كانت تخسر ما يقرب من 20 جنيهاً يومياً بسبب اتجاه فرقة التليفزيون استقطاب النجوم وضيوف الشرف ودفع أجور لهم بسخاء وتقديم عروضها المسرحية للجمهور بمبالغ زهيدة ، ما اضطره إلى رهن عمارته لتسديد ديونه التي وصلت إلى 30 ألف جنيه للحفاظ على اسم فرقته المسرحية “ولم يستطع” ، لتبدأ رحلته مع المرض والفقر الذي لاحقه منذ الصغر .
ويقول إسماعيل ياسين : “كنت أعود كل يوم إلى منزلي بعد الانتهاء من عملي على المسرح مكسور الخاطر ودموعي على خدي ، كلهم يعتقدون أن إسماعيل يس رجل مليونير لقد أصبحت الآن مديونير” .
جدير بالذكر أن مسرحيات إسماعيل ياسين جَميعُها سُجلت للتليفزيون المصري ، لكن أحد الموظفين قام بمسحها عن طريق الخطأ إلا فصلين من مسرحية “كل الرجالة كده” وفصل واحد من مسرحية أخرى ، وإن كان البعض يرى أن ذلك المسح تم بشكل متعمد
“الضاحك الحزين” النهاية .. عودة إلى البداية !
——————————————–
لا فرار من القدر المحتوم ، مثلما كانت البداية ، سطر ابن حميدو مشهد النهاية ، فرغم النجاح الساحق الذي حققه عبر مشواره الفني خصوصاً في فترة الخمسينات إلا أن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته ، فقد شَهِدَ عام 1961 ميلادية انحسار الأضواء عليه تدريجياً ، فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فيلمين فقط ” زوج بالإيجار” و “الرجمان” وفي العام الذي يليه قدم “ملك البترول” والفرسان الثلاثة” ثم من 63 إلى 65 لم يقدم سوى فيلمين ” المجانين في نعيم” والعقل والمال”
ويرى النقاد أن انحسار الأضواء عنه يرجع إلى :
إصابته بمرض القلب ، وتدخل الدولة في الإنتاج الفني خلال فترة الستينات وإنشاء مسرح التليفزيون ، بالإضافة إلى اعتماده شبه الكلي على صديق عمره أبو السعود الإبياري في تأليف جميع أعماله ، مما جعله يكرر نفسه في السينما والمسرح ، مع تغير الذوق العام في شكل التناول الجديد للكوميديا المُقَدمة على الشاشة الفضية ، وابتعاده عن تقديم المونولوج في أعماله الأخيرة الذي كان يجذب الجمهور إلى فنه .
ولأنه لم يكن من المقربين بالمسئولين في الحكومة فقد فوجئ إسماعيل ياسين بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطارداً بالديون وتم الحجز على عمارته التي بناها بكفاح عمره لتُباع أمام عينيه ، ويخرج من رحلة كفاحه الطويل خالي الوفاض ، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ميلادية وسافر إلى لبنان وعَمِلَ في بعض الأفلام القصيرة وقدم المونولوج ، لكنه عاد إلى مصر محطماً ليعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل ، ولم يرحمه أو يقدره أحد .
تزوج إسماعيل ياسين في حياته ثلاث مرات : الأولى كانت من المونولوجست “سعاد وجدي” التي أحبها من النظرة الأولى لكنهما انفصلا بعدما اكتشف خيانتها له ، والزيجة الثانية كانت من الفنانة “ثريا حلمي” التي احتلت الحب الأول في حياته وجمعتهما العديد من الأعمال المشتركة وكونا ثنائياً عرفه الكثيرون ، لكنه انفصل عنها بعد أسبوع واحد من الزواج بسبب تصرفاتها التي لم يرض عنها ، لتأتي الزيجة الثالثة والأخيرة من فتاة تدعى “فوزية” شاهدها في الإسكندرية وأنجب منها ابنه الوحيد المخرج السينمائي الراحل “ياسين إسماعيل ياسين” واستمر زواجهما إلى أن توفاه الله .
وبينما كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات يفكر في تكريمه اختطفه الموت ليلبي أبو ضحكة جنان نداء ربه في الرابع والعشرين من شهر مايو عام 1972 ميلادية إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل دوره الأخير والصغير في فيلم “الرغبة والضياع” مع الفنانة القديرة هند رستم والفنان الكبير رشدي أباظة والفنان نور الشريف .
ربما لم يخطر على بالِ مؤلفٍ أو راوي قصةٌ يسطرُ أحداثها من وحي خياله مثل التي عاشها إسماعيل ياسين على مدارِ ستينَ عاماً ، حين دبت الحياةُ في قلبه وانتزعها الموت دون رحمةٍ أو استئزان ، بل يستطيعُ كل كاتبٍ أن ينسجَ من واقعِ مشواره قصصاً تمتلئُ بها أرفف المكتبات وصفحات الجرائد والمجلات ، فما أصعب من حياةٍ درامية يعيشُها الإنسان دون رغبته ، وما أجملها حين يتحدى قسوتها ويسعى إلى تحقيق طموحاته ، أما الأصعب في أن يخبئ له القدر ما لم يقدر عليه .
هكذا كانت دراما أبو ضحكة جنان مع الحياة والفن ، لم يعش طفولتَه ، وعانى مرارةَ أيامه ، وتحمل الصعابَ في سبيلِ تحقيقِ أحلامه ، سعى إلى تنميةِ موهبته ، فأعطى الكثير وجنى الوفير ، لكن لا مناصَ من قدرٍ مكتوبٍ على الجبين .
العزاءُ أنك مازالت باقٍ في القلوب ، والرثاءُ في ضحكتك التي ترتسم على الوجوه ، وسيظل ذكرك من ميراثِ أعمالك التي حُفِرت في سجلِ العقول .
اختزلت الآمك وأحزانك لإسعادِ محبيك وعشاقك ، فأبداً لن ينساك جمهورك مهما مرت على رحيلك الأيام ، فميراثك سيظلُ صالحاً في كلِ زمانٍ ومكان .
بقلم : عصام التيجي كبير مراسلي قطاع الأخبار التليفزيون المصري بـ “درجة مدير عام “
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.