تعتبرمهنة التعليم من أكثر المهن المهمّة في المجتمع، لدورها الكبير في ظهور جيلٍ متعلّم ومثقف، لذلك يعتبرالتعليم رسالةً مقدّسةً في المجتمع، فهي الأساس في تكوين شخصيّة الفرد وهي أداة التغيير في المجتمع نحو الأفضل، وقد حثّ الإسلام على طلب العلم وأوّل سورة نزلت في القرآن الكريم تتحدث عن القراءة والتي هي أساس التعليم، ويعتبر المعلم أساسَ نجاح العمليّة التعليميّة، لذلك يجب على المعلم أن تتوافر فيه صفات معيّنة لكي يستطيع أن يؤدي دوره بالشكلِ الصحيح والسليم، فالمعلم هو العمود الفقري للمادة التعليميّة فهو يقوم بعملية التعليم والتوجيه لدى الطلبة وكذلك يقوم بحل مشاكلهم المتعلقة بالدراسة وضعفهم، ويجب أن يكون القدوة الحسنة أمام طلابه وخلفهم في علمه وسلوكه وأخلاقه، والتي هي عبارة عن فخرٍ لكلّ طالب، وبالتالي إذا كان المعلم ناجحاً ومتميزاً ويقوم بدوره على أكمل وجه، فهو يساعد بذلك المجتمع في إنشاء جيلٍ قويّ متعلم وبالتالي يساهم في تطوّر وتقدّم المجتمع.
أن اهتمام الدولة بمنظومة التعليم، والارتقاء بمخرجاته، يعكس الإيمان بدور التعليم كركيزة أساسية فى بناء المستقبل، وما يمثله من أداة فاعلة فى تحقيق التنمية الشاملة وتطور المجتمع والنهوض به، موضحا أن المنظومة التعليمية وفى القلب منها المعلم، ليس هدفها التحصيل الدراسى فقط، ولكن لها دور هام جدا، بالتربية وتعليم القيم والإسهام فى بناء الوعى الصحيح لدى الطلاب لمعنى الدولة والحفاظ على استقرارها، والتوعية بالتحديات التى تواجهها، بجانب حسن تعليم الطلاب، وتنمية مهاراتهم، وتهيئتهم لاحتياجات سوق العمل على المستوى المحلى والإقليمى والدولى.
أن التعليم يمثل الرافعة الأولى لحضارة المجتمعات وتقدمها، ولا يكون التعليم كذلك إلا بوجود معلم كفء يدرك أهمية التعليم، وأهمية الإنسان ودور التعليم في بناء شخصيته ونمائه، وإن المعلمين منبع لا ينضب لكل طالب علم أو معرفة ، وبهم ترتقى الحضارات، يشقون ظلام الجهل، ويضيئوا شموع المعرفة فى العقول بعلمهم ومعارفهم، أن قوة الأمم في العلم وحسن التربية، فيجب أن يكون المعلم على قدر المسئولية فى تربية وتنشئة أبناء وطنه، وبث قيم الوطنية والعدل والمساواة وحب الآخر.
إن نظام التعليم المقترح الجديد يتطلب معلمين مؤهلين ومدربين وأن يتم إعدادًهم إعداداً جديدًا وبأعداد كافية , حيث أن المناهج الدراسية الجديدة تحتاج إلى معلمين مؤهلين لتدريس هذه المناهج ،وأن تأهيل المعلم هو الشئ الأساسي للاعتماد وتحقيق منظومة ضمان الجودة خصوصاً أننا نعانى من النقص الشديد فى عدد المعلمين
لذلك إذا أردنا أن نطور فى التعليم ماقبل الجامعى وبهذا المشروع المقترح الجديد , فعلينا أن نضع فى الإعتبار أن يتماشى مع مكونات العملية التعليمية ومع معايير التعليم الجيد, وفى هذا المقال أردت أن أعرف القارئ أولاً على أحد مكونات العملية التربويّة التعليمية وهو المعلم.
وإذا تحدثنا عن سمات المعلم المثالي فأنها تتمثل فى ثلاثة: أخلاقية، مهنية، شخصية.
وأما السمات الأخلاقية مثل: الإخلاص، الصدق، الصبر، التواضع، الرحمة، العدالة، حسن استخدام الأشياء كأثات الصف وأجهزته، واحترام الأشخاص كالرؤساء والزملاء والطلاب.
وأما السمات المهنية فتتمثل فى النواحي التي تتعلق بتدريس الِمهنةً، والتى تتضمن مايلى:
1- حب المهنة والإيمان بأنها رسالة عظيمة، فالمعلم الذي يؤدي بِحُب يصل إلى قلوب الطلاب وعقولهم، والمعلم الذي يؤدي الواجب بلا حب لا يكاد يصل إلى آذانهم.
2- الذكاء وسرعة البديهة في التعامل مع الطلاب على تنوعهم من أهم سمات المعلم الناجح، حيث يستطيع التصرف في المشكلات، ويحسن التعامل مع المواقف الحرجة والصعبة.
3- التمكن من المادة العلمية وطرائق تدريسها، ومتابعة آخر ما توصل إليه العلم في مجال تخصصه، بحيث يتعمق في مادته، ويُبهر جميع الطلاب بمدى تمكنه.
4- القدرة على تخطيط الدروس وإعداد مستلزماتها، فالطالب يشعر بأداء المعلم وتحضيره وتخطيطه، ويُدرك هل أعدّ الدرس جيدا، أم أنه يرتجل.
5- القدرة على إدارة الصف والتفاهم مع الطلاب والمحافظة على النظام، من خلال الشخصية القوية الهادئة.
6- القدرة على جذب الانتباه والتشويق، فأسوأُ ما يتعرض له المعلم من نقد أن يكون درسه مملا للطلاب، مما يُحدث تشتتا لإنتباههم نحو الدرس.
7- الاهتمام بميول الطلاب وحاجاتهم، من خلال تخطيط الأنشطة التي يحبونها، وطرائق التدريس التي تحقق تفاعلا أكثر إيجابية.
8- إحاطته بجوانب الثقافة العامة وفروع العلم الأخرى، وإلمامه بقدر مناسب من ثقافة المجتمع والتيارات الفكرية المحيطة، والأنظمة السائدة، وحينها يشعر الطالب بأنه أمام جبل من العلم، مما يزيد ثقة الطلاب في معلمهم.
9- التمكن من تصميم واستخدام الوسائط التعليمية، وقبل ذلك الاقتناع بدورها في نجاح عملية التعليم.
10- الكفاءة في تقويم الطلاب، والقدرة على صياغة الإمتحانات والإختبارات بطرق علمية، وكذلك القدرة على النقد البناء، ومن ثم لا بد أن يؤمن المعلم بأن الغرض الأساسي من التقويم هو التحسين وليس الترهيب.
11- القدرة على التعاون مع رؤساء العمل والزملاء في التخطيط والتدريس، فأساس النجاح هو العمل الجماعي.
12- اتباع النظام العام للمؤسسة التعليمية، فالمعلم يشارك في تطويرها بغرض الإصلاح والتنمية، لا النقد الهدام.
13- القدرة على التكيف مع الظروف الصعبة، حتى إذا افتقد المعلم للأشياء اللازمة للتدريس- كالأقلام، الكتب، السبورة، الفصل المناسب لأعداد الطلاب- يمكنه أن يؤدي دوره جيدا.
14- القدرة على البحث وامتلاك المعلم لأدوات التعلم الذاتي.
وأما السمات الشخصية فتتمثل فى النواحي التي تتعلق بشخصية المعلم وطبيعته التي تميزه عن غيره؛ وعلى الرغم من إختلاف شخصيات المعلمين فيما بينهم، إلا أنه ينبغي أن تكون هناك بعض الصفات المشتركة مثل:
1- حسن المظهر والأناقة بما يليق بمكانته ووقاره. فَكَمْ عاب الطلابُ على معلم لا يأتي بملابسَ وقورة تليق بمكانته، أو تناسب سنه، وهي من الأمور التي قد يغفلها المعلم وهي من الأهمية بمكان.
2- التفاؤل والثقة بالنفس وبث السعادة في نفوس الطلاب، من خلال الإبتسامة والبشاشة أثناء الدرس؛ مما يضفي إقبالاً وسروراً نحو تعلم المادة.
3- حسن التعامل مع الطلاب بما يليق بثقافات الطلاب من ناحية، وبثقافة المجتمع من ناحية أخرى.
4- أن يمتلك القدرة طرق تدريسه مبهرة؛ فكل يوم لديه جديد يبهر به طلابه.
5- اجتماعي يستطيع التفاعل مع طلابه حتى خارج الصف، فالمعلم المنطوي لا يمكنه التفاعل بكفاءة داخل الصف أو خارجه، أما المعلم الودود المرن فيكون أكثر جاذبية للطلاب طوال الوقت.
6- نشيط يبعث في نفوس الطلاب الحماس، ويظهر ذلك في حماسه وحركته المستمرة داخل الصف.
7- قادر على العمل فترات طويلة؛ فربما يتطلب العمل أوقاتا إضافية للتدريس، أو التصحيح، أو غيرها من الأعمال، ومن ثم لا بد له من تأهيل نفسه على ذلك.
8- الثقة بالنفس دون تكبر أو ضعف، فالمدرس عزيز قوي لا يقبل إساءة الطلاب أو غيرهم نحوه؛ كي يكون قدوة حسنة لهم، مع حنوه وتواضعه لهم.
9- اعتدال الرأي بدون إفراط أو تفريط؛ فلا يتعصب لقضية ما أو رأي ما، وإنما يتقبل كل الآراء بصدر رحب؛ مما يكسب طلابه الإعتدال والوسطية.
10- القدرة على تحمل المسؤولية؛ فربما توكل له مهام صعبة (كأن يساعد الطلاب على إنهاء محتوى معين في وقت قليل أو قبيل الامتحان)؛ فينفذ تلك المهمة على أكمل وجه.
11- الالتزام في مواعيد العمل، واحترام الوقت المحدد للدرس دون نقصان؛ فيكسب طلابه تلك الميزة من خلال القدوة.
12- إعطاء كل طالب حقه في الإهتمام والرعاية، وهي من أصعب الأشياء نظراً للفروق الفردية بين الطلاب خاصة مع الأعداد الكبيرة لكنها تحقق تأثيرًاً بالغاً في حب الطلاب لأستاذهم.
13- قوة الشخصية، والقدرة على ضبط الفصل، والحزم وقت الحاجة؛ ممما يخلق له هيبة ووقارا.
14- الديمقراطية في تعامله مع طلابه؛ من خلال مشاركتهم في إعداد الدروس، ووسائلها وطرائقها بل تقويمها.
15- الطلاقة اللفظية، وقوة الإقناع، وحسن العرض والتعبير، ولا يتأتى ذلك إلا بالتقويم الذاتي، والتقويم المستمر من قبل رؤساء العمل والزملاء.
بقلم.. أ.د/ كريمة فؤاد الشامى الأستاذ بجامعة المنصورة وأمينة المرأة لحزب حماة الوطن محافظة الجيزة
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.