
لم أكن أُدْرك أنّي يوما سأعشق الخيل و أُبدعْ في رسمها علي لوحة الكانفاس بطرقتي الفنّيّة الخاصّة و البعيدة كلّ البعد عن الطّريقة الكلاسيكيّة المُتعارف عليها لوحاتي مستوحاة من الواقع و لكن مرسومة بغمُوض و بعدّة تقنيات و خامات
خيول و أفراس غامضة من الصعب فهمها ، تعمّدت في رسمها بهذة الطّريقة لأني في فنّي مولعةٌ بلعبة الغموض و التّعمية ، أسْتدرج النّاس لأُغازلهم و أجْذِبَهم بخيالي الفنّي و أُثير أسألتهم عن تقنياتي و رسالتي، هذا هو منهجي الفنّي التشكيلي،
رسمتُ بألواني أول خيل عربية تدخل القارة الأوروبية تُسمّي «جودلفين»
جذبتني قصّة هذا الخيل العربي
نعم هو أحد أنبل السلالات العربيّة الاصيلة للخيل،
في العصور السّابقة قُدّمتْ جودلفين كهديّة لأحد ملوك فرنسا من طرف باي تونس عبر سورية
و هي خيلاً عربية أصيلة تعتبر من أقدم وأنبل وأجمل الخيول تُقدّم كهدية
و لكن ملك فرنسا تغافل عن قيمتها و لم يعرها أي إهتمام و ضمّها إلي بقيّة خيوله الأخري ،
جار عليها الزّمن و آل بها الحال إلي مزرعة لتجرّ العربات و تعمل كغيرها من الخيول العاديّة بعد أن تمّ بيعها،
و تمرّ الأيام و السنين و يأتي اليوم الذي تمّ التّفطّن أنّ “جدلفين”
خيل عريقة النّسب، و ذالك من طرف لوردات الإنجليز الذي كان يملك خبرة واسعة في أصالة الخيول،إشتراها و نقلها من فرنسا إلي بريطانيا، و أصبحت من أشهر الخيول العربيّة
رسمتُ جودليفين الخيل بنظرة و بأُسلوب ينسجم مع طاقتي و قوانين خاصة بي، مع التحليل و البحث الدّائم لطرق رسم جديدة و ابداع و ابتكار فنّي فريد
في فنّي لسْتُ مُجبرة علي السّير في نفس طريق الفنّانين ، بل العكس أُحبّ السّير في الإتجاه المُعاكس ،
في طريق التّغيير و التّطوّر الفنّي
و الابتعاد الكلّي عن الطّرق التقليديّة
إسْتقللتُ في تحديد طريقة رسمي
للخيل، أعتبرها ثورة علي واقع الفنّ و كسري للقُيود و للقوانين و للأساليب المُتعارف عليها في الرّسم و التي تمّ وضعها في الميدان الفني التشكيلي من مدارس و تقنيات

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.