كن متفائلا….ولا تقنط من رحمة الله

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

لاشك أن منغصات الحياة كثيرة…. والاخفاقات متعددة ..وهموم الحياة متراكبة ..والأحزان متزايدة ..ولو استسلم الإنسان وأصابه اليأس والإحباط عاش فى تعاسه دائمة ..والإنسان لايهزم الا اذا هزم .من داخله ..وخسر ..تفاؤله ..ونقص إيمانه ..ولذلك افضل علاج يؤدى إلى. طاقة إيجابية هو أن يكون الإنسان متفائلا..

المتفائل هو الذى يتوقُّع حصول الخير في المستقبل، وضده المتشائم الذي يتوقَّع دائماً حصول الشر… يقول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الفأل (وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ، الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ) وكان منهجه ﷺ في التفاؤل قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)،

فالتفاؤل هو الأمل والفرح المستقبلي والنظرة الإيجابية لكل شيء .. وهو الذى يزيدنا قدرة على تحمّل مصاعب اليوم أملاً منا بغدً أفضل.

والتفاؤل له أساسان: الأول: حُسن الظن بالله تعالى؛ والثاني: التوكل على الله تعالى

والتفاؤل عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج ..

والتفاؤل يمنحك النجاح قبل أكتمالـه و التشاؤم يـذيقك مرارة الفشل قبل حدوثـه

والتفاؤل يُولِّد مشاعر الرضا والثقة والأمل في الله تعالى.

التفاؤل يمنحنا القدرةَ على مواجهة المواقف الصعبة، واتخاذ القرار المناسب، ويجعلنا أكثرَ مرونةً في علاقاتنا

و يمنحنا السعادة

والتفاؤل هو ايمان بأن حياتك فى عناية الملك الديان .وكل ما يكتبه لك او عليك هو الخير فإن تحققت أمانينا فالحمد لله ، وإن تأخرت فهي لحكمة ولها يوم ستتحقق أو تعطى افضل منها بفضل الله ..

والتفاؤل هو الماء فى حياتك كي لاتشعر بالعطش…والامل هو عصاتك كي لاتتعب من المسير…والثقة بالله هى ايمانك بأن ماعندك الله افضل والابتسامة هل ظلك كي لاتتأذى من حرارة الشمس

والأمل بالله يوقظ بداخلنا كل شيء جميل ! ..

فمن النداءات القُرآنية للمؤمن من الرحمن الرحيم . التى تدعونا . للرضا والتفاؤل ويبعث فينا الأمل دائماً..لأن الله هو

العاطى .. الوهاب ..الرزاق قوله سبحانه ﴿ لا تقنطوا ﴾ ﴿ لا تحزنوا ﴾ ﴿ لا تهنوا ﴾ ﴿ لا تيأسوا ﴾..

يقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) و يقول تعالى : (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .

حتى وان بدت أقدار الله مُؤلمة ، أو تصعب عليك الأمور والمصائب ثقوا أن في ثناياها رحمة عظيمة.. فإن الله أقسم في كتابه الكريم “مرتين”..(( فإن مع العسر يسرا))..

((إن مع العسرا يسرا ))…..هو يريدك أن تكون متصل به وفى معيته دائما

وتوجه إليه بالدعاء متضرعا إليه من حولك وقوتك إلى حوله وقوته (إنه البر الرحيم)

يحتاج منك أن تسأل عنه وتدعوه يقول تعالى ( وإذا سألك عبادى عنى …فإنى قريب .. أجيب دعوة الداع إذا دعان )…

وهو القائل سبحانه (وآتاكُم من كُلِّ ما سألتموه) فلم يقُل سبحانه “بعض” وإنما قال “كُل”دليل على أنه لا يوجد دعوة تذهب هباءً، إما أن تستجاب، أو يُدفع بها بلاء، أو تُدَّخر الي يوم القيامة

والابتلاءات والمنغصات هى .تمحيص كى يميز الله الخبيث من الطيب ..يقول تعالى ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون )…يريدك راضيا عابدا

فعبوديتك له هي غاية ما يريده الله منك، وهي ما خلقك الله لأجله. إنما يقدّر عليك قدره ليستخرج هذه العبودية منك. فماذا صنعتَ؟ يئست أم أحسنت ظنك؟ سخطت أم رضيت؟حمدت وشكرت أم اعترضت وظلمت؟ تضرعتَ وألححت أم أبعدت ونسيت؟

فمهما كان الواقع يدعو إلى التشاؤم ..لاتقنط من رحمة الله …

وعليك أن تبحث عن الضوء في نهاية النفق ..

دائما هناك أمل. .

وقد ضرب النبي يعقوب عليه السلام أروع الأمثلة في التفاؤل عندما أمر أبناءَه؟ وقال لهم: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ…

تفاءل بالله وانفض غبار اليأس والحزن وانهض بثبات وتذكر أن العسر يعقبه يُسر.

والتفاؤل وقت الفشل ذكاء ..

و الثقة بالنفس وقت اليأس قوة ..

و الإصرار برغم المعوقات نجاح .

وتبتسم الحياة فرحا ..لقلوب فهمت معنى التفاؤل ..لانه ما دام في السماء إله للدعاء يستجيب فلا تحزن ولا تخيب..

والصباح كل يوم يخبرنا ان الاماني مهما تأجلت سيأتي فجرها لتـشرق من جديد

فأستمروا وتفاءلوا..

وسلامًًًًًًٌٍ على من ألقت الدنيا في طريقهم اشواكاً… فعبروا من فوقها بصمت ويقين بأنّ نهاية هذا الطريق.. بُستانًا اخضر

شعارهم قوله تعالى (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ) ط..

وعدّد نعمك التى انعم الله بها عليك وليس متاعبك فستجد أن نعم الله لاتحصى ولكننا نبحث عن مالبس فى أيدينا .. وننسى ماأنعم الله به علينا ..

وإن لم تستــطــع أن تعــيش التــفائــل

فلا تــجـــبر من حــولك ان يــعـــيـشــو احـــباطــاتك …

اللهم أجعل يومنا خيراً من أمسنا، واجعل غدنا خيراً من يومنا، وأحفظنا بحفظك، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة.

وصلى الله وسلم وبارك على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين .

 

بقلم .. ا.د / ابراهيم درويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading