كُتاب

وقفات تربوية مع نصر العاشر من رمضان

د. محمد الجوهري يكتب:

شهد العالم واحدة من أبرز المحطات التاريخية العسكرية والسياسية وهي حرب

العاشر من رمضان عام 1393 هجري الموافق 6 أكتوبر 1973 ميلادي، هذه الحرب لم تكن مجرد معركة عسكرية فحسب، بل كانت درسًا تربويًا وإنسانيًا مليئًا بالعبر والدروس التي يمكن أن نستلهمها في حياتنا اليومية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وفي هذا المقال، سنتوقف عند بعض الوقفات التربوية التي يمكن أن نستفيدها من هذا النصر العظيم.

ومن أول تلك الدروس الإعداد والتخطيط الجيد والدقيق فقد كانت حرب العاشر من رمضان نتاجًا لعملية إعداد وتخطيط دقيق استمرت لسنوات ؛ حيث اعتمد الجيش المصري على الدراسة المتخصصة العميقة والتحليل الدقيق للواقع ، ونستلهم من تلك الوقفة أهمية التخطيط في حياتنا سواء في العمل أو الدراسة أو حتى في العلاقات الشخصية؛ فالنجاح لا يأتي بالصدفة، بل بالإعداد الجيد والعمل المستمر.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها مصر وخاصة بعد نكسة ١٩٦٧، والحرب النفسية التي مارسها العدو بأنه الجيش الذي لايُهزم ؛ وحربه الاعلامية وتسويقه لأسطورة خط برليف الذى لا يقهر، إلا أن الإرادة القوية والعزيمة الصلبة كانتا المحرك الأساسي لتحقيق النصر ، ونستخلص من هذه الوقفة أن التحديات ليست نهاية المطاف، بل يمكن أن تكون بداية لتحقيق الإنجازات إذا توفرت الإرادة والعزيمة للتغلب عليها، مع الأخذ بكل الأسباب العلمية والعملية والاستعانة بأهل الخبرة وأصحاب الكفاءة.

ومن أهم الدروس التى نتعلمها من حرب العاشر من رمضان التضحية والفداء حيث قدم القادة قبل الجنود اروع الأمثلة في ذلك ؛ فأثناء حرب الاستنزاف استشهد في مقدمة الصفوف الفريق عبد المنعم رياض والذي اصبح استشهاده أيقونه يتم الاحتفال بذكراها سنويا في ٩ مارس من كل عام وسمي” يوم الشهيد”، كما استشهد اللواء احمد حمدي قائد الفرقة ١٦ مشاة اثناء قيادته للقوات في سيناء، وضحى العديد من الجنود بارواحهم سواء اثناء عمليات العبور في قناة السويس او اثناء العمليات خلف خطوط العدو .

كما كانت حرب العاشر من رمضان أيضًا نتاجًا لتحليل الأخطاء التي وقعت في حرب 1967, فتم تلافي تلك الاخطاء والاستعانة بأهل الكفاءة والخبرة , وهذه الوقفة تعلمنا أن الأخطاء ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون فرصة للتعلم والتحسين وتصحيح الاخطاء في حياتنا، فيجب أن ننظر إلى الأخطاء على أنها دروس نستفيد منها لتحقيق النجاح في المستقبل.

وكان النصر العظيم تعبيرًا عن الاعتزاز بالهوية المصرية العربية والإسلامية وظهر ذلك فى صيحات الجنود ” الله اكبر”

وهذه الوقفة تذكرنا بأهمية الاعتزاز بهويتنا وانتمائنا، والدفاع عن قيمنا ومبادئنا في وجه التحديات.

وختاما فإن نصر العاشر من رمضان ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو مدرسة تربوية مليئة بالدروس والعبر التي يمكن أن نستفيد منها في حياتنا اليومية. من خلال التخطيط الجيد، والإرادة القوية، والتعاون، والتضحية، والتوكل على الله، وبأنه يجب أن نثق في امكانيتنا كمصريين ويمكننا أن نحقق النجاح في مختلف جوانب حياتنا.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً