
تحظى المملكة العربية السعودية بمكانة سامية في قلوب المسلمين، فهي قبلة الإسلام ومهوى أفئدة المؤمنين، وبها الحرمين الشريفين اللذين تهفو إليهما الأرواح والقلوب. أما في مصر، فمكانة المملكة تتجاوز البعد الديني إلى روابط الدم والنسب، إذ تعود أصول العديد من القبائل المصرية إلى شبه الجزيرة العربية، واستقرت في مصر منذ قرون، فكانت المملكة دائمًا شقيقة كبرى تجمعها بمصر محبة خالصة ومصير مشترك منذ فجر الإسلام.
أخصص مقالي اليوم للحديث عن فجر جديد تشهده المملكة، ليس تصحيحًا لمسار، بل استكمالًا لمسيرة نهضة بدأت منذ تأسيسها، وبلغت ذروتها في عهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي عهد المملكة ورئيس وزرائها، الذي يمثل نموذجًا فريدًا للقيادة الشابة، حيث جمع بين الطموح السياسي والرؤية الاستراتيجية والتفوق العلمي.
وُلد سموه في 31 أغسطس 1985، وهو الابن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. أظهر منذ صغره نبوغًا لافتًا، فتفوّق في دراسته، وتخرج بدرجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، محققًا المركز الأول على دفعته.
بدأ مسيرته المهنية في القطاع الخاص، ثم انتقل للعمل الحكومي مستشارًا في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، ليتدرج بعدها في مناصب قيادية بارزة، منها:
رئيس الديوان الملكي
وزير الدفاع (كأصغر من تولّى هذا المنصب)
ولي العهد منذ عام 2017
رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية
رئيس مجلس الوزراء منذ 2022
لم تكن هذه المناصب محطات وظيفية فحسب، بل كانت منابر انطلق منها لتحقيق رؤية السعودية 2030، تلك الرؤية الطموحة التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، ومجتمع نابض بالحياة، ووطن طموح يقوده شباب مُلهم.
وقد تجسدت هذه الرؤية في مشروعات عملاقة غير مسبوقة، أبرزها:
نيوم: مدينة المستقبل على ساحل البحر الأحمر
ذا لاين: نموذج حضري مبتكر بلا انبعاثات
القدية: عاصمة الترفيه والثقافة والرياضة
كما شهدت المملكة تطورًا نوعيًا في مجالات تمكين المرأة، مكافحة الفساد، تطوير التعليم، التحول الرقمي، والانفتاح الثقافي والرياضي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قاد الأمير محمد بن سلمان نهضة شاملة، تضمنت:
تطوير القطاع الصناعي عبر المناطق الاقتصادية الخاصة وتوطين التقنيات
تعزيز الزراعة الذكية والاستزراع المائي والأمن الغذائي
تحديث البنية التجارية واللوجستية وتيسير حركة التصدير والاستيراد
إطلاق مبادرة “صُنع في السعودية” لتعزيز المنتجات الوطنية
أما في مجال الاستثمار، فقد تحوّلت المملكة إلى وجهة عالمية جاذبة، بفضل:
تسهيلات غير مسبوقة للمستثمرين (الإعفاءات الضريبية، الملكية الكاملة، سرعة التراخيص)
تأسيس الهيئة السعودية للمناطق الاقتصادية الخاصة
إطلاق صندوق الاستثمارات العامة كمحرّك رئيسي للنمو، باستثمارات بمئات المليارات داخليًا وخارجيًا
خارجيًا، أعاد الأمير محمد بن سلمان صياغة موقع المملكة على خارطة العالم من خلال سياسة متوازنة ومنفتحة، إذ:
عزز التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة مع الحفاظ على استقلال القرار السعودي
وسّع الشراكة مع الصين في مجالات الطاقة والتقنية
حافظ على علاقة متينة مع روسيا، خاصة في إطار “أوبك+”
دعم استقرار الدول العربية، واستمر في الدفاع عن القضايا الإسلامية والإنسانية
أما العلاقة مع إسرائيل، فتُدار بسياسة حذرة ورؤية استراتيجية، حيث لم تُبرم المملكة اتفاقية تطبيع حتى اليوم، وتشترط الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية كشرط رئيسي للسلام، ما يعكس تمسكها بالثوابت مع الانفتاح على الواقع الدولي.
في ظل هذه القيادة الطموحة، تحوّلت السعودية إلى قوة إقليمية صاعدة تحظى باحترام العالم، وتجمع بين الحداثة والجذور، وبين التقدّم والحفاظ على الهوية، في مشهد فريد يُلهم العالم العربي والإسلامي.
ومن أجل هذه المسيرة الذهبية، يسعدني ويشرفني أن أكون ضمن الوفد المرموق الذي يتشرف بتكريم سموه تحت شعار:
“أنت لها.. فخر العرب”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.