أعلنت القيادة المركزيّة الأميركيّة “سينتكوم” الأحد 11/14 أنّ غارة جوّية نُفّذت في سوريا عام 2019 وقُتل فيها مدنيّون، كانت “مشروعة”، وذلك بعدما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ الجيش الأميركي تكتّم عن مقتل عشرات المدنيين جرّاء هذه الغارة
ونشرت “نيويورك تايمز” السبت نتائج تحقيق أجرته، أظهر أنّ قوّة أميركيّة خاصّة عاملة في سوريا – كانت تُخفي أحيانًا وقائع عن شركائها العسكريّين حفاظًا على السرّية – ألقت ثلاث قنابل على مجموعة مدنيّين قرب معقل لتنظيم الدولة الإسلاميّة في بلدة الباغوز، ما أدى إلى مقتل 70 شخصًا، غالبيّتهم نساء وأطفال.
وبحسب تقرير الصحيفة، قال مسؤول قضائي أميركي إنّ الغارة قد ترقى إلى مصاف “جريمة حرب”، وإنّه “تقريبًا في كلّ خطوة، اتّخذ الجيش تدابير للتعتيم على هذه الغارة الكارثيّة”. وبالاستناد إلى وثائق سرّية ومقابلات أجرتها مع مسؤولين وعناصر كانوا منخرطين في هذه العمليّة مباشرةً، وجدت “نيويورك تايمز” أنّ الضربة كانت “واحدة من أكبر” الهجمات التي “أدّت إلى سقوط ضحايا مدنيّين في الحرب ضدّ الدولة الإسلاميّة”، رغم عدم اعتراف الجيش الأميركي بها علنًا.
وبحسب تقرير الصحيفة، فقد “تمّ التقليل من أعداد القتلى، وتمّ تأخير التقارير والتخفيف من حدّتها وإضفاء طابع السرّية عليها. وأقدم التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تجريف موقع الغارة. ولم يتمّ إبلاغ القيادات العليا”. وأضاف التقرير أنّ نتائج التحقيق التي توصّل إليها المفتّش العامّ لوزارة الدفاع الأميركية “حذِفَت منها أيّ إشارة إلى الغارة”.
وأصدرت “سينتكوم” من جهتها بيانا مفصلا بشأن الغارة، وأعلنت أن تحقيقا خلص إلى أنها “دفاع مشروع عن النفس” و”متناسبة” وأن “خطوات ملائمة اتّخِذت لاستبعاد (فرضية) وجود مدنيين”. وأضافت “سينتكوم” أنّ تحقيقا فُتح بعدما رجّح تقرير عسكري مقتل مدنيين في الغارة. وبالإضافة إلى مقتل 16 مقاتلا في تنظيم الدولة الإسلامية، خلص التحقيق إلى مقتل أربعة مدنيين على الأقل وجرح ثمانية.
وقال المتحدث باسم “سينتكوم” بيل أوربان “لقد أعددنا تقريرا داخليا بالغارة وأجرينا تحقيقا فيها وفق ما لدينا من أدلة ونتحمّل كامل المسؤولية عن الخسائر غير المقصودة في الأرواح”. وقال إن التحقيق لم يتمكن من “تحديد وضع أكثر من 60 ضحية أخرى بشكل قاطع”. وأضاف أن بعضا من النساء والأطفال “سواء بناء على العقيدة أو على خيارهم الشخصي قرروا حمل السلاح في هذه المعركة وبالتالي لا يمكن بتاتا تصنيفهم كمدنيين”.
وبحسب “نيويورك تايمز”، شنّت وحدة القوّات الخاصّة “تاسك فورس 9” تلك الغارة بطلب من قوّات سوريا الديموقراطيّة، رغم وجود مدنيّين، متجاهلة التوجيهات العسكرية لتجنب الإصابات بين المدنيين. وقالت الصحيفة إن كل غارة يجب أن تسبقها عمليات تحقّق دقيقة، مثل المراقبة باستخدام طائرات بلا طيار “أحيانا لمدة أيام أو أسابيع”، والاستعانة بمحللين لإجراء عمليات تحقق من أجل التمييز بين المقاتلين والمدنيين.
في 18 آذار/مارس 2019، أبلغت فرقة تاسك فورس 9 عن خطر وشيك وتذرعت بالدفاع عن النفس، كما هو الحال في العديد من الضربات الأخرى خلال هذا الصراع، وفقًا للصحيفة. وقال أوربان في ذلك اليوم إن “موقعًا لقوات سوريا الديموقراطية كان تحت نيران كثيفة ومعرّضًا لخطر الاجتياح، ما استدعى غارات جوية دفاعية على مواقع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفًا أن قوات سوريا الديموقراطية وقوات العمليات الخاصة على الأرض لم تبلغ عن وجود أي مدنيين في المنطقة.
وفي آذار/مارس من العام 2019 أعلنت قوات سوريا الديموقراطية وقيادتها الكردية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة إسقاط “خلافة” تنظيم الدولة الإسلامية بعد طرد الجهاديين من آخر معاقلهم في بلدة الباغوز في شرق سوريا.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.