
منذ لحظة وصوله إلى العاصمة الرياض في أوائل عام 2023، أحدث كريستيانو رونالدو ضجة إعلامية ضخمة في الأوساط الرياضية المحلية والعالمية. *كان انتقاله إلى نادي النصر بمثابة إعلان لعهد جديد في الكرة السعودية*، حيث تم جلب أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ إلى دوري روشن السعودي. لكن مع مرور الوقت، بدأت التساؤلات تثار حول تأثيره الحقيقي على الفريق، ومدى مساهمته في تحقيق البطولات أو ضياعها.
بداية قوية وأرقام مميزة
لا يمكن إنكار أن كريستيانو قدم أداءً فرديًا مذهلًا منذ انضمامه إلى النصر. استطاع أن يسجل 97 هدفًا في 108 مباريات، محققًا الحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوري السعودي في موسم 2023/2024. إضافة إلى ذلك، ساهم في تتويج النصر ببطولة كأس الأندية العربية في أغسطس 2023، ليضيف إنجازًا جديدًا إلى خزانة النادي.
لكن السؤال الأهم: هل كانت الأرقام الفردية كافية لتحقيق البطولات الكبرى؟
ضياع البطولات: هل كان رونالدو السبب؟
رغم الأهداف والأداء الفردي الكبير، شهد النصر إخفاقات في عدة بطولات رئيسية:
1. دوري أبطال آسيا 2025: خرج النصر من نصف النهائي بعد إضاعة فرص حاسمة، من بينها فرصة لرونالدو أمام كاواساكي فرونتال.
2. كأس الملك 2024: في مواجهة حاسمة ضد التعاون، أهدر كريستيانو ركلة جزاء في الدقيقة 96، مما تسبب في خروج النصر من البطولة.
3. نهائي كأس الملك 2024: رغم تسجيله في ركلات الترجيح، خسر النصر أمام الهلال في مباراة مثيرة، مما تركه بلا لقب محلي.
هذه اللحظات أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت الأضواء المسلطة على رونالدو وتكتيكات الفريق التي تتمحور حوله قد أثرت على أداء زملائه وأضعفت من توازن الفريق.
التأثير على تكتيك الفريق
وجود لاعب بحجم كريستيانو يفرض تغييرات تكتيكية على أي فريق. في النصر، تم تغيير مراكز بعض اللاعبين لتتناسب مع طريقة لعبه، مما أثر على الانسجام داخل الملعب. المدربون كانوا مجبرين على الاعتماد عليه كمحور رئيسي للهجوم، وهذا خلق ضغطًا مضاعفًا عليه وعلى زملائه، خصوصًا في المباريات الحاسمة.
البعض رأى أن التركيز الكبير على كريستيانو جعل الفريق يفقد المرونة التكتيكية التي كان يمتلكها قبل قدومه، بينما رأى آخرون أن جودة الدوري السعودي لا تزال في مرحلة التطور، ما جعل مهمة رونالدو أصعب مما كانت عليه في أوروبا.
هل النصر بحاجة لإعادة هيكلة حول رونالدو؟
لتحقيق الاستفادة القصوى من وجود رونالدو، قد يحتاج النصر إلى تعزيزات في مراكز معينة، مثل:
1. صانع ألعاب متمكن: لتغذية رونالدو بكرات أكثر فاعلية.
2. جناحين سريعين: لفتح المساحات أمامه في منطقة الجزاء.
3. تقوية خط الدفاع: لضمان توازن الفريق في المباريات الكبرى.
رونالدو لا يزال قادرًا على العطاء، لكن الفريق بحاجة إلى تكامل جماعي وليس فقط أداء فردي.
الأهداف وحدها لا تكفي
كريستيانو رونالدو قدّم الكثير للنصر على الصعيد الفردي، ورفع من مستوى الدوري السعودي تسويقيًا وجماهيريًا، لكن البطولات الكبرى تحتاج أكثر من مجرد نجم عالمي؛ تحتاج فريقًا متكاملاً قادرًا على المنافسة في كل الخطوط.
مع ان كريستيانو رونالدو لاعب عظيم، ولكن في بعض اللحظات، كان جزءًا من المشكلة في ضياع البطولات بسبب إهدار الفرص الحاسمة والسيطرة التكتيكية التي قللت من إبداع زملائه في الفريق. لتحقيق البطولات، النصر بحاجة إلى فريق متكامل، وليس نجم واحد يتحمل كل الأعباء.
نجاح النصر في البطولات القادمة يعتمد على قدرة الإدارة على دعم الفريق بعناصر قوية، وضمان وجود خطة تكتيكية تُخرج أفضل ما في رونالدو وزملائه.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.