
تتوجه أمانة المرأة لحزب حماة الوطن محافظة الجيزة برئاسة الأستاذ الدكتورة/ كريمة الشامى ، وجميع أعضاء الأمانة بخالص التهنئة لجميع نساء وفتيات مصر والعالم بمناسبة اليوم العالمى للمرأة والذى يوافق 8 مارس من كل عام وهو بمثابة ناقوس لتنبيه المرأة بضرورة إعادة ترتيب أولوياتها للمضى قدماً في حياتها سواء المهنية أو الاجتماعية، ويأتى الإحتفال هذا العام تحت شعار “لجميع النساء والفتيات: الحقوق والمساواة والتمكين”، حيث يسلط الضوء على ضرورة اتخاذ إجراءات كفيلة بإطلاق العنان للمساواة في الحقوق والفرص للجميع . فالمرأة هي زهرة الحياة، تنثر عبير العطاء أينما حلّت، والوطن حين تضيق الأوطان، والسكن حين تشتد الأزمان، والنور الذي يبدد الظلام، هي نهر الحنان ينبع من صمتها حكمة وفي كلماتها نور، وفي قلبها رحمة، تتجلى القوة في رقتها، ويتجسد الصبر في ألمها، وتشرق عزيمتها رغم المحن، هي الشمس التي تمنح الدفء للعالم، والقمر الذي يضيء الدروب، واللؤلؤة التي لا يزيدها الزمن إلا بريقًا، تحية لكل امرأة تُضيء الحياة بحضورها، وتُزهر الأيام بابتسامتها، وتخطّ بعزيمتها أروع فصول العطاء والإلهام.
وقالت الأستاذ الدكتورة/ كريمة الشامى “إن المرأة المصرية تواجه العالم اليوم بكل عزة وفخر بما حققته من نجاحات وإنجازات غير مسبوقة فى مختلف المجالات” وأضافت ، أن المرأة المصرية تعيش عصرا ذهبيا أهدته لها إرادة سياسية مؤمنة بأن تمكين المرأة وحمايتها هو أساس نهضة الأسرة المصرية ورقى المجتمع.، مؤكدة أن ملف تمكين المرأة المصرية شهد طفرة غير مسبوقة محلياً ودولياً خلال السنوات الماضية فى مختلف المجالات.
وتعود البداية إلى سنة فى 1856 خرج آلاف النساء للاحتجاج فى شوارع نيويورك على الظروف اللا إنسانية التى كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت فى دفع المسئولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وفى 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد فى شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعًا من الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار “خبز وورود” وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
وقد احتفل العالم لأول مرة باليوم العالمى للمرأة فى 28 فبراير 1909 وتحديداً فى مدينة نيويورك، وبعد ذلك بعامين، اقترحت الاشتراكية الألمانية لويز زيتز أن تصبح العطلة يومًا يتم الاحتفال به كل عام من أجل الاحتفال بقضايا المرأة المختلفة، والتى منها حق الاقتراع، وذلك من أجل تعزيز المساواة فى الحقوق للمرأة. كما أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمى للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة من ذلك، لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبنى تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أى يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وتحول بالتالى ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم فى مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن.
كذلك يعدّ يوم المرأة العالمي مناسبة يُحتفل فيها بالتقدّم نحو ضمان حقّ المرأة في المساواة في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تمكينها، والاعتراف بإنجازاتها، ولهذا تهتمّ المنظّمات العالمية مثل اليونسكو في تعزيز جميع المجالات التي من شأنها تحقيق المساواة بين الجنسين، وإلى جانب ذلك أُصدر ميثاق الأمم المتّحدة في عام 1945م، وهو أول اتّفاق دولي يؤكّد على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، ومنذ ذلك الوقت ساهمت الأمم المتّحدة بوضع الاستراتيجيات، والمعايير، والأهداف المتّفق عليها دولياً من أجل النهوض بوضع المرأة في جميع أنحاء العالم. إنه يوم تتجلى فيه معاني التقدير والاحترام للمرأة، باعتبارها نصف المجتمع ومسؤولة عن النصف الأخر، والمحرّك الأساسي لتقدمه، والركيزة التي يُبنى عليها مستقبل الأجيال، إنه ليس مجرد احتفاء رمزي، بل مناسبة لتسليط الضوء على إنجازات المرأة، وإبراز جهودها في شتى الميادين، والتأكيد على أهمية دعمها وتمكينها لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار.
وفى هذا اليوم لا يمكن الحديث عن التقدم والازدهار دون تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تؤديه المرأة في بناء الأمم ورسم ملامح الحضارات؛ فهي ليست مجرد عنصر مكمل، بل ركيزة أساسية في نهضة المجتمعات، إذ تمتد مساهماتها إلى جميع جوانب الحياة، فهي الأم التي تزرع القيم والمبادئ في الأجيال الناشئة، والمعلمة التي تنير دروب العلم والمعرفة، والطبيبة التي تعالج وتداوي، والمهندسة التي تُبدع في التصميم والبناء، والقائدة التي تصوغ القرارات وترسم السياسات، والعالمة التي تدفع حدود الاكتشافات والابتكارات، والريادية التي تُحدث تحولات اقتصادية عميقة.
وفى هذه المناسبة , أود أن أشير الا أن المرأة، بإرادتها القوية وطموحها اللامحدود، كانت ولا تزال قوة دافعة نحو التغيير الإيجابي، فقد أثبتت عبر العصور أن نجاح المجتمعات لا يتحقق إلا بمشاركتها الفاعلة في جميع الميادين، ومن أبرز التحولات التي شهدها العصر الحديث هو تنامي الوعي العالمي بأهمية تمكين المرأة، ليس فقط لتحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن أيضًا لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أكثر إشراقًا، ومع تزايد فرص التعليم والعمل، تمكنت النساء من فرض وجودهن في مجالات لطالما كانت حكرًا على الرجال، وأصبحن رائدات في العلم والهندسة، ورئيسات دول، ووزيرات، وسيدات أعمال ناجحات، وأعلامًا ملهمة في مختلف القطاعات؛ محطمة بذلك كل الحواجز التقليدية التي حاولت أن تحدّ من طموحها.
وبالرغم من الإنجازات العظيمة التي حققتها المرأة عالميًا، إلا أن مسيرتها نحو التمكين الكامل لا تزال محفوفة بالتحديات، فلا تزال هناك فجوات في الحقوق والفرص ببعض المجتمعات، حيث تعاني المرأة من بعض مظاهر التمييز والعنف والتهميش وعدم المساواة سواء في مجالات العمل أو الحقوق الاجتماعية والسياسية، فضلًا عن استمرار بعض الممارسات التي تعيق تطلعاتها نحو حياة عادلة وآمنة؛ لذا فإن يوم المرأة العالمي لا يُعد مجرد مناسبة، بل هو دعوة متجددة لتجديد الالتزام بالسعي نحو تحقيق المساواة العدالة، وفرصة لإلقاء الضوء على قضايا المرأة وحقوقها، ومطالبة العالم ببيئة آمنة وعادلة توفر لها الحماية والتمكين، بحيث تستطيع أن تمارس دورها بحرية وكرامة، دون أي قيود تحد من إبداعها أو تحديات تُعيق تقدمها، ومنحها الفرصة الكاملة لتكون شريكًا حقيقيًا في صناعة المستقبل. إن الاحتفاء بيوم المرأة العالمي يجب أن يكون أكثر من مجرد تكريم، بل خطوة حقيقية نحو واقع تسوده المساواة مستقبل أكثر إنصافًا، وتُزال كافة الحواجز التي تعترض طريقها نحو النجاح؛ فالمرأة ليست عنصرًا مساعدًا، ودعمها وتمكينها ليس رفاهية، بل ضرورة حتمية لبناء مجتمع قوي ومتوازن.
وفي يوم المرأة العالمي، وجهت الأستاذ الدكتورة/ كريمة الشامى أمينة المرأة رسالة لكل سيدات مصر قائلة ” تحية إحترام وتقدير لكل امرأة مصرية تحمل في قلبها حبًا لا ينتهي لوطنها، وتقدم الغالي والنفيس من أجل الدفاع عنه، تحية خالصة من القلب لكل امرأة مثابرة بطلة لديها عزيمة وصمود لا ينتهي، كل عام وانتى دومًا القوة الدافعة والمصدر للتقدم والازدهار فى الوطن”وقالت أننا يجب أن نقف احترامًا لكل امرأة واجهت التحديات بثبات، وتجاوزت العقبات بإصرار وعزم لا يلين، وحققت النجاح رغم الصعوبات، مؤمنة بقدراتها ومكانتها، إن المرأة صانعة المجد، ومصدر الإلهام، ونبض الإنسانية فلكل أمٍّ ضحّت، ولكل معلمةٍ أنارت العقول، ولكل عاملةٍ اجتهدت، ولكل قائدةٍ سارت في درب الريادة، تحية تقدير وإجلال، فما تقدمه المرأة لا يُقدَّر بثمن، فكل إنجاز حققته المرأة هو إنجاز للمجتمع بأسره، وفي هذا اليوم العظيم، نجدد العهد على دعم المرأة، وتعزيز دورها، وتوفير كل السبل التي تمكّنها من أداء رسالتها العظيمة في بناء الأوطان وتحقيق الازدهار.
بقلم .. الأستاذ الدكتور/ كريمة الشامى
أمينة المرأة لحزب حماة الوطن محافظة الجيزة
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.