أقامت مؤسسة قضايا المرأة المصرية يوم الأحد الموافق 26 نوفمبر الجاري، مؤتمرا تحت عنوان: “اتحدوا للقضاء على العنف ضد المرأة”.
بداية تحدثت “عزة سليمان” رئيسة مجلس الأمناء بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، حول الأوضاع الصعبة التي تمر بها المرأة الفلسطينية، وهو الأمر الذى جعل المؤسسة تطلق حملة ١٦ يوم حداد، فى ظل حملة ال ١٦ يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، والتى تبدأ كل عام من ٢٥ نوفمبر إلي ١٠ ديسمبر.
دينا أبو شهلة – سيدة عائدة من غزة، روت تفاصيل ما حدث معها هى وعائلتها منذ ٧ أكتوبر الماضي، تفاصيل مؤلمة ومعاناة ما بين المدارس والمخيمات بعد هدم منزلهم.
خلال المؤتمر قامت بإدارة الجلسة الأولي بالمؤتمر الكاتبة الصحفية كريمة كمال، حيث تحدثت عن الأوضاع فى غزة وأن العديد من شعوب العالم اتضحت أمامهم مؤخرًا الحقيقية، وأصبح هناك تعاطف دولي مع الشعب الفلسطيني فى غزة.
وتحدثت الدكتورة هويدا عدلي- أستاذة العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وطرحت بعض الإحصائيات حول جرائم العنف ضد النساء والفتيات خلال السنوات القليلة الماضية والتحليل الاجتماعي لزيادة هذه الظاهرة، كما تطرقت إلى ما يرتبط به من إجراءات وسياسات مطلوبة لحماية الضحايا من النساء والفتيات.
عبد الفتاح يحيى- مدير الوحدة القانونية بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، قام بتقديم ومناقشة ورقة عمل حول ما قامت به المؤسسة مؤخرًا حول إشكاليات الإبلاغ وتقديم الشكاوي في قضايا العنف ضد النساء، والأسباب وراء إحجام النساء عن الإبلاغ سواء المجتمعية أو الأسباب المرتبطة بثغرات قانونية أو عدم وجود تشريعات تحمي النساء من بعض أشكال العنف الممارس ضدها، أو إشكاليات تتعلق بآليات إنفاذ القانون في الجهات التنفيذية.
وخلال الجلسة الثانية التي قام بإدارة الحوار بها أحمد أبو المجد المحامي بالنقض والخبير الحقوقي، تحدثت أمل فهمي المديرة التنفيذية لمؤسسة تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، حول أهمية العمل الجماعي وتضافر الجهود الرسمية والمؤسسية للحد من العنف ضد النساء بالمجتمع بمختلف أشكاله ودرجاته، وأنه من الضروري أن تتعاون مؤسسات المجتمع المدني المعنية وأن يعملوا معًا في سبيل التغيير المجتمعي والمطالبة بإصدار التشريعات التي من شأنها الحد من العنف بشكل عام والموجه للنساء بشكل خاص.
أما نشوي الديب عضوة مجلس النواب فقد تحدثت حول أهمية إصدار قانون موحد لمناهضة العنف، خاصة في ظل احتياج شديد له وتواجد مشروع قانون بالفعل داخل مجلس النواب وينتظر دوره للطرح على اللجنة التشريعية، وهو مشروع القانون الذي أعدته مؤسسة قضايا المرأة المصرية بالتعاون والشراكة مع 5 منظمات نسوية مهتمة بالعمل على ملف العنف ضد النساء، وتبنته النائبة نشوي الديب، ويحتوي مشروع القانون على 7 أبواب بواقع 50 مادة قانونية، ويتضمن الباب الأول تعريفات خاصة بكل أشكال العنف، العنف المعنوي والمادي والجنسي والإغتصاب والتحرش الجنسي والإستغلال الجنسي، وجرائم العنف ضد النساء، والفتيات داخل الأسرة، كما أدخل مشروع القانون الجديد لأول مرة تعريفًا مهمًا بشأن العنف الرقمي وهو العنف عبر الإنترنت، وكذلك التنمر الإلكتروني؛ كذلك الباب الثالث بمشروع القانون الموحد لمناهضة العنف الخاص بالجرائم الجنسية يشمل المواد 28، و29، و30 حول تجريم الإبتزاز الإلكتروني.
جدير بالذكر أن مصر إلتزمت في تعهداتها الدولية والإقليمية بمناهضة كل أشكال العنف ضد النساء، ففي توصيات السيداو، وافقت الدولة على التوصية رقم 14 الخاصة بإنشاء مفوضية مناهضة التمييز والمنصوص عليها في دستور مصر 2014، وفي التوصية 22 بمحاربة القوالب النمطية والتوصية 24 بتعديل كل أشكال المواد التمييزية ضد النساء في القوانين وفي التوصية 26 بضرورة التشاور مع المجتمع المدني لإصدار تشريعات من شأنها تجريم كل أشكال العنف ضد النساء، وغيرها من التوصيات التي تناشد الدولة بإتخاذ تدابير مختلفة لمكافحة كل أشكال العنف خاصة العنف الجنسي؛ وكذلك وافقت مصر على عدد من التوصيات المتعلقة بإصدار قانون لمناهضة كل أشكال العنف في الإستعراض الدوري الشامل كأحد أشكال الآليات التي يمكن اتخاذها لمناهضة انتهاكات حقوق الإنسان المتمثلة في العنف والتمييز ضد النساء.
وكذلك إلتزمت مصر في الاستراتيجية الوطنية لتمكين النساء 2030 في محور الحماية بإصدار قانون لمناهضة العنف ضد النساء، وكذلك في الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف والتي انتهت في 2020، ولم يصدر القانون حتى الآن، وذكرت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بأن عدم صدور قانون لمناهضة العنف يُعد من التحديات التي تقابل الدولة في الإعلاء بشأن النساء.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.